أ . عالية فريد >> تحقيقات


المشاركات في الملتقى الأول لسيدات الأعمال الخليجيات

6 يناير 2004 - أ . عالية فريد

نريد توصيات واقعية لا أفكارا نظرية  ملتقى ناجح

قالت الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي رئيسة منتدى سيدات الأعمال في الشرقية: إن الملتقى كان بحق من أنجح اللقاءات التي حضرتها حيث تميز بالمشاعر الإيجابية بين المشاركات فيه، وقوة أوراق العمل المقدمة به والتي ركزت على أحوال المرأة الخليجية في عالم الأعمال والآمال والطموحات, كما أن التعقيبات والأسئلة التي طرحت كانت صريحة وواقعية مشيرة إلى أن هذه المداخلات أدت إلى تفعيل الملتقى وإثراء الحوارات.وأشارت الى ان الملتقى قد سلط الضوء على تجارب المرأة العمانية في دخول سوق العمل, فقد عملت وجاهدت طويلاً حتى وصلت إلى وضعها الحالي، مما يحدونا أن نواصل عملنا ونطور قدراتنا لدعم سيدات الأعمال في الاتجاه الصحيح. وكشفت الأميرة مشاعل عن تعاون مع الدكتورة حصة العون للحصول على اعتراف رسمي للمشاركة في اللجان التابعة, ليكون التعاون بيننا وبين هذه اللجان في مجال الأعمال الخاصة بالمرأة منتجاً ومثمرا.

من جهتها أكدت الدكتورة عايشة المانع على أهمية العمل بجد وتطبيق التوصيات التي خرج بها الملتقى. وحول أهم المشروعات والتطلعات التي تأمل تنفيذها باعتبارها على رأس لجنة متابعة أعمال المؤتمر قالت سوف نقوم بتقديم دراسة عن القوانين والتشريعات التي تحكم عمل المرأة في دول الخليج، وعمل مقارنة بينها، وهي إحدى التوصيات من المؤتمر.

اما الدكتورة حصة العون فقد اوضحت أن الملتقى يعد ناجحا رغم وجود بعض المعوقات والسلبيات، فالمؤتمر كان بمثابة استعراض ورصد عام لمساهمة المرأة في كل دولة على حدة، الأمر الذي أتاح للمشاركات الاطلاع على الأوضاع الاقتصادية والتنموية والثقافية والاجتماعية للمرأة في الخليج عن كثب، مشيرة إلى أنه من الصحيح القول: إن المرأة تعرف هذه الأوضاع على وجه الإجمال، إلا أن هذا الرصد شكل زاداً حقيقياً ومتكاملاً ساهم في التعريف بالمرأة الخليجية وقرب وجهات النظر التي قد تكون مشتركة أو مختلفة في بعض الأحيان.

وأشارت العون إلى أن سيدة الأعمال السعودية أثبتت أنها على قدر كبير من المسئولية ولديها الانضباط الكافي لتأهيلها للقيام بجميع المهمات الإدارية والاقتصادية التي توكل إليها، وقد أثبتت من خلال المؤتمر قدرتها على التعامل مع جميع القضايا الإدارية بكل مرونة وسهولة، وتفاعلت معها بكل أريحية.

وأكدت العون أن المرأة السعودية منفتحة على العالم بشكل واع، وأنها تستطيع أن تبين وجهة نظرها للآخرين من خلال أفكارها وآرائها، مشيرة إلى أن أوراق العمل التي قدمت من قبل الوفد السعودي في المؤتمر تحمل جميع مقومات الثقافة الواعية والفكر الخلاق في المجالات الاقتصادية والتنموية فقد قدمت 4 أوراق عمل جديدة ومتنوعة تتحدث عن قدرة المرأة السعودية على العمل في مجال الصناعة ومشاركتها في الوضع الاقتصادي في المملكة، وكذلك قضايا البترول، بالإضافة إلى مسألة الاستثمار.

وتضيف العون كانت الأوراق ناضجة وبينت أن المرأة السعودية منفتحة على آفاق كثيرة ومتنوعة ولم تقتصر على جانب واحد دون الآخر.

وأكدت العون أنه رغم العوائق التي تعترض المرأة السعودية أثبتت وجودها بكل قوة، مشيرة إلى أن المرأة السعودية هي التي تقود عملها بنفسها وليس من خلال الرجل (سواء الأخ أو الزوج أو الأب)، وليس كما هو معروف عنها بأنها تقيم في منزلها، وتترك جميع الأمور على الرجل، فقد أثبتت المرأة أنها تدير عملها من الألف إلى الياء خاصة تلك الأعمال المرتبطة بالمرأة، أما ما يرتبط بالرجل فهي متواجدة كمديرة وصاحبة عمل في مكان منفصل تدير عملها بكل كفاءة واحترام.

طريقة راقية في التفكير

وقالت نرجس الشطي عضوة سلجنة سيدات الأعمال العرب إنها حضرت أكثر من ملتقى آخرها كان في عام 1999م في البحرين ودبي، مشيرة إلى أن هذا الملتقى يختلف كثيراً عن تلك الملتقيات، موضحة أن طريقة التفكير بالنسبة للمرأة الخليجية كانت راقية وتميزت بالعقلانية والموضوعية.

وأشارت الشطي إلى أن المرأة السعودية أعطت زخماً نوعياً للمؤتمر كونها شاركت بكفاءات عالية لم نكن نتصورها من قبل، حيث أن أغلب المشاركات نشاهدهن لأول مرة. مضيفة إنها أعجبت بالعقلية المنفتحة للمرأة السعودية، وكذلك الروحية العالية وقوة الطرح والإعداد، وهي أمور يجب الإشادة بها، والتوقف عندها في عملية التقييم.وقالت ليلى الغانم إنها شديدة الإعجاب بالمرأة السعودية، وخاصة في المجال الاقتصادي، حيث استمعنا إلى أوراق عمل في غاية الأهمية، إضافة إلى المواقف المبدئية للوفد السعودي، مما دفعنا إلى القول بأن المرأة الخليجية تمتلك مقومات العمل الجماعي في ظل بيئة تحترم وجهات النظر وتقدر عمل المرأة وأنه على قدر كبير من الأهمية.

هموم مشتركة

أفنان الزياني رئيسة شركة الزياني للخدمات التجارية ورئيسة جمعية سيدات الأعمال البحرينية قالت إنها أعجبت بالملتقى، وبالبرامج والأفكار التي طرحت خلال أيام المؤتمر، مشيرة إلى أنه يحقق الجدية المطلوبة التي طالبنا ومازلنا نطالب بها في مثل هذه اللقاءات التي تعقد بين فترة وأخرى.

وأكدت أن الأفكار كانت متقاربة لأنها تنبع من معاناة واحدة، في إشارة إلى أن السيدات الخليجيات يجتمعن في بوتقة واحدة ويلتقين في هموم واحدة وتطلعات مشتركة. مضيفة إن هذه النقاط سهلت الكثير من الأمور وجعلت المجموعات الخليجية أقرب إلى الالتقاء منها إلى الاختلاف.

أما سلوى جعفر اللواتي مسئولة شؤون الطالبات بكلية الزهراء للبنات بسلطنة عمان فقد اختلفت وجهة نظرها مع بقية الآراء، مؤكدة ان الأوراق التي قدمت في الملتقى هي أوراق تنظيرية، موضحة أنه لا أحد يستفيد منها إطلاقاً وقالت إننا نحتاج إلى واقع عملي ملموس، وليس إلى خطب حماسية أو دراسات تنظيرية لا تغني ولا تسمن من جوع. وأشارت إلى أن المؤتمر اتخذ كغيره من المؤتمرات طابعاً إعلامياً يركز على الظهور في الوسائل الإعلامية المختلفة بمظهر المؤتمر صاحب الإنجازات وتحقيق الأهداف. معتبرة أن المؤتمر الذي يركز على الظهور الإعلامي هو مؤتمر نخبوي بعيد عن السعي لملامسة واقع المرأة.

انطلاقة جديدة

لكنها من جهة أخرى أشادت بالمرأة الخليجية قائلة: اكتشفنا أن المرأة طموحة ولكن هناك معوقات تعترضها، مشيرة إلى أن المرأة السعودية بالتحديد تنقش في الصخر، كون المعوقات التي تحد من إبداعها ودخولها في جميع المجالات أكثر مما تتعرض له المرأة في باقي دول الخليج.
واعتبرت اللواتي الملتقى على ما فيه من سلبيات انطلاقة جديدة إذا ما تحققت التوصيات التي خرج بها، الأمر الذي قد يدفع لتحقيق بعض طموحات المرأة الخليجية وهو ما نسعى إليه جميعاً.

وقالت الدكتورة روضة المطوع رئيسة وفد الإمارات: نحن سيدات الأعمال نحتاج إلى مباشرة العمل، موضحة أن هذا الأمر بحاجة إلى الخروج من بوتقة التوصيات التي قد تكون مجرد أوراق تدرج في عالم النسيان، فلو خرجت القرارات من مسقط وتبنتها الغرف التجارية ووضعتها على طاولة التنفيذ فسوف تخرج المرأة الخليجية مرفوعة الرأس.ودعت المطوع إلى تأسيس هيئة خليجية تعمل على مستوى الأعمال لدى نساء المنطقة، وإن كان هذا قد اتضح من خلال التوصيات إلا أنه يحتاج إلى متابعة، وهذا الأمر قد يدفع بالعمل النسوي خطوات كبيرة إلى الأمام، في ظل ثقة المرأة الخليجية بنفسها واعتمادها على قدراتها الذاتية وخروجها من دائرة الانغلاق والاعتماد على الآخر – الرجل.!

ومن جهة أخرى دعت المطوع الغرف التجارية لإيجاد لجنة متخصصة على مستوى كل غرفة ولجنة مشتركة ضمن إطار عمل المجلس في اتحاد غرف مجلس التعاون، وذلك من أجل إعطاء دفعة قوية لعجلة النشاط النسوي على مستوى دول الخليج، لأنه لا ينقصه سوى الدعم المعنوي من قبل الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة.

أفكار خلاقة

د. منى الزياني رئيس مجلس إدارة جامعة الخليج انطلقت في حديثها عن تقييم دور المرأة من واقع تجربة خاضتها خلال سنوات عملها الميدان. وأكدت على أن للمرأة الخليجية طموحات لا تحد، ولديها أفكار خلاقة إذا أعطيت الفرصة الكافية فإنها من غير شك ستساهم في تطوير بلدها، مؤكدة أنها تملك جميع المقومات والمؤهلات التي تجعلها تقوم بهذه المهام.

الوقت لم يفت بعد.

وأبدت نور الغساني تفاؤلها بهذا اللقاء، مشيرة إلى أن من المفترض أن تكون هذه اللقاءات قبل هذا الوقت بكثير، مستدركة لكن هناك متسعا من الوقت لتدارك الزمن، فجميع المشاركات لديهن الرغبة في تطوير كفاءاتهن والدخول في مجالات العمل الاقتصادي والتجاري بروح وثابة، وهو الأمر الذي سيكسر جميع الحواجز التي تعترض طريق المرأة الخليجية.وأكدت عواطف علي العامي ما ذهبت إليه الغساني مشيرة إلى أن المرأة الخليجية سيدة الأعمال (والمرأة الخليجية عموماً) ما زالت في بداية طريقها، ومشاركتها في عملية التنمية بحاجة إلى بعض الوقت، مضيفة إن جميع المؤشرات وفي أغلب دول الخليج تشير إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تطوراً ملحوظاً على صعيد المرأة مؤكدة أن القادم أفضل بكثير مما هو متوقع.

أضف تعليقاً