أ . عالية فريد >> حوارات معها


حوار إعلامي أجري عام 1994 م – 1414 هـ

1 يناير 1994 - محرر الموقع

1- مارأيك في تناول أعمدة الرأي في الصحافة المحلية والموضيع المستكتبة بالإضافة إلى إفتتاحية المجلات الثقافية ؟

من الطبيعي أن يكون للفكر والثقافة دورا كبيرا في صياغة عقلية الإنسان وتوجيهه ، وكما نعلم أن الفكر ينعكس على سلوك صاحبه إما سلبا أو إيجابا ولهذا فالإنسان المثقف في نظري هو الذي يهتم بنوعية الأفكار والثقافة التي يستقبلها ويتفاعل معها .

وما أستحسنه وأراه جيدا هو إهتمام صحافتنا المحلية بثقافة المواطن وتنمية معارفه وحرصها الشديد على خلق روح ثقافية متبادلة بين الصحافة وبين الجمهور سواء عن طريق أعمدة الرأي أو المواضيع المستكتبة ، ولكن لم تتاح الفرصة بعد بشكل واضح للمواطن كي يعبر عن رأيه وبكل صراحة وعن ما يعانيه من مشاكل يرغب في أن تكون لها حلول واقعية ومقبولة عن طريق مشاركته لأراء الآخرين من أبناء وطنه، فالصحافة الحية هي التي تسعى
لأن تطور ثقافة المجتمع وتعالج مشاكله وترفع مستواه ، وتبني أفراده وتنمي مواهبهم وتفتح لهم باب المشاركة والحوار ، لكنني لاأجد ذلك على مستوى الإعلام .

وإن ما ألاحظه على صعيد بعض الكتابات سواء في أعمدة الرأي أو المواضيع المستكتبة وفي بعض المجلات التي تكتسح أسواقنا إن جزأ كبيرا من المواضيع إنشائية أو أن الكاتب يستهوي كتابة موضوع في أكثر من مقالة الهدف منه إبراز قوته الأدبية بدون أن يصل إلى فكرة أو هدف محدد .

حتى على صعيد البعض من الكتاب المعروفين هناك إهتمام جزئي وإسفاف في الكتابة وتنظير بعيد عن الواقع الإجتماعي ، المثقف فيه يقف على برج عالي بعيد عن حياة الناس ، وأحيانا تكون بعض المقالات لاهدف لها سوى إبراز الجمال الأدبي وصفصفة الكلام البليغ والنهاية ماهي الفكرة ؟ كيف تشرب القهوة في الصباح !!

علها معلومة مفيدة للقارئ ، ولكن إذا أتخذت صحافتنا هذا الطابع من كتاباتها فسوف تخسر قراءها لأنها تستهين بهم وتبرز خوائها كمجلة أو صحيفة .

نحن بحاجة إلى الصحافة الحرة التي تعيش هم المواطن وتخاطب عقله وتستشعر همومه ، وتخفف آلامه ومعاناته ، وتعالج مشاكله ، ولاتهتم بالجزئيات ، وعلى الكاتب أن يدرك مسؤوليته وأمانته الكتابية ويسخرها تجاه خدمة المجتمع ، وكما يكتب للإنسان العادي فهو يكتب للمفكر والطبيب والعالم والموظف والتلميذ ، فلابد أن يكون هدفه سامي وكتاباته بناءة .

2- كيف تنظرين إلى المواضيع التي تتناولها المجلات النسائية والتي تطرح باسم تثقيف المرأة والأسرة ؟

بالرغم من المستوى الجيد التي تحاول المرأة المثقفة في مجتمعاتنا أن تصل إليه ، إلا أن ذلك لايزال قليل جدا ، وذلك قد يكون ناتجا عن ظروف وضغوط إجتماعية خاصة تعيشها المرأة فتؤثر على أفكارها وثقافتها فتلجأ لتكرار مقالات بعيدة عن واقعها ، وإستيراد أفكار وثقافات لاتتناسب معها فمفهوم المرأة اليوم لاينحصر في تسريحة شعر أو موضة فستان أو صالة ديكور أو ملكة جمال بقدر ماتحتاج إليه من قيم فكرية وثقافة واعية تحمل المرأة المسؤولية تجاه نفسها وأسرتها ومجتمعها وأمتها ، وتأخذ بيدها نحو التطلع وبناء المستقبل .

أما الجانب الآخر أنك لو تصفحت الكثير من الجرائد والمجلات المحلية لرأيت قلة المشاركة النسائية في الكتابة حول المرأة بالذات ، وأن أكثر المواضيع التي تتناول الحديث عن المرأة ومشاكل التربية والأسرة يكتبها الرجل ، وهنا أوجه دعوة جادة من كل قلبي إلى المرأة في مجتمعنا أن تتوجه للكتابة عن قضايا المرأة ومعاناتها فهي قادرة على ذلك وقريبة لمثيلتها المرأة أكثر من الرجل .

3- هل يمكن القول بأن الكتابة الثقافية المطروحة يمكن إعتبارها ثقافة تربوية ؟

نوعا ما وهناك مبادرات جادة لبعض الكتابات ، لكن بحاجة أن يسلط عليها الضوء والمجتمع بحاجة إلى أن يوجه إليها هذا بصفة عامة ، أما على مستوى الكتابة الخاصة بالمرأة فإني أرى أن قسما كبيرا منها ترفيهي وإستهلاكي لايعتبر من الإمور الأساسية .

4- ماهي أهم المواضيع الملحة والتي تجديها مهمة لأن تطرح ؟

أتمنى أن تهتم المجلات والصحف التي تتناول موضوع المرأة بتلبية إحتياجاتها ومناقشة قضاياها ، فبدل أن تعالج مشكلات الطريقة الفضلى لطريقة قص الأظافر ، أن تهتم بدور المرأة الثقافي والتربوي والإجتماعي ، وأن يتم التركيز على الأهداف والإهتمامات الكبيرة في حياتها ، والإبتعاد عن الإمور الجزئية والتافهة كالكماليات والركض وراء الموضة ، لنجعلها تهتم بأبجديات التنشئة والتربية السليمة فالمجتمع بحاجة لبناء جيل واثق من نفسه صادقا مع مبادئه ومخلصا لوطنه يقف كالجبل الصامد أمام المحن والظروف والتحديات .

كما أننا بحاجة لإيجاد إستراتيجية متكاملة تحمل المبادئ الإسلامية وتوضح مقاصد الشريعة تجاه النظرة للمرأة وتفعيل دورها وحضورها في الحياة الإجتماعية والثقافية ، ونعلمها كيف تفكر وتطور وتبدع وتنمي ذاتها لتسمووترتقي نحوصنع المستقبل الحضاري .

5- ماهي أهم المحاور الأساسية التي يمكن إعتبارها ذات طرح ثقافي أولي لمعالجة المشاكل الثقافية الخاصة بالمرأة في المجتمع ؟

واقعا هناك محاور عديدة ولكن ما أستحضره في هذه العجالة يمكن أن يتلخص فيما يلي :
1- الإهتمام بالنخبة المثقفة وإيصالها بالمجتمع وتعريف المثقف ودوره الحقيقي في خدمة الناس .
2- الإهتمام بالجيل الناشئ وتطوير برامج ثقافية تربوية خاصة به .
3- الإهمام بالمرأة ودورها في عملية التنمية بكل جوانبها الثقافية والإجتماعية والإقتصادية .
4- مناقشة العوائق التي تحيل دون تقدم المرأة وتعرقل مسيرتها سواء عن طريق الرجل أو المجتمع .
5- كيف نطور أفكارنا الحضارية وعلاقتها بالقيم الدينية ، وكيف نحافظ على هويتنا وأصالتنا أمام المتغيرات .
6- تجديد النظرة ورفع ركام السلبيات عن الفكر الإسلامي . والعمل والتفكير على تجديد الخطاب الإسلامي ليكون مناسبا للعصرومواكبا لجيل المستقبل .

—–

جريدة اليوم ( لم ينشر )

أضف تعليقاً