أ . عالية فريد >> حوارات معها


حوار مفتوح مع عالية فريد

8 نوفمبر 2001 - محرر الموقع

كلمة ترحيب بــ أ. عالية فريد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بإسمي وبإسم القائمين على هذا الصرح المبارك إدارة واعضاء .
نتقدم بالشكر الجزيل، على ما لقيناه من حفاوة وترحيب ، من شخصكم الكريم، لإقامة هذا اللقاء ،الذي حتماً سيلقي الضوء على الكثير من الزوايا المهمة، فيما يخص المرأة ومكانتها ودورها في المجتمع ، وانت نعم النموذج المشرف للمرأة والذي يشرفناالتحاور معه ، فأنت خير من يمثل المرأةالمجاهدة بعلمها وفكرها وثقافتها ، فمن خلال طرحك لقضايا المرأة بجرأة وحق ، انما تحمي المرأة من عوامل الضعف والإستكانه ، وتبصيرها بحقوقها وادوارها ومسؤلياتها في الحياة ، فنظرتك المتفائلة ، والتي استشفيتها من خلال آرائك ، والتي لا تسمح بإغتيال احلام المرأة – اذ رُبّ احلام تحققت ولو بعد حين- فنظرتك هذه التي لا توصد الباب امام طموحاتها ، او تقف حجرعثر امام تطلعاتها، ماكانت منسجمة مع ثوابت العقيدة وطبيعتها كإمرأة ودورها في الحياة ، فأنت نعم النموذج المُشرف المُشرق للمرأة ،
بدفاعك دفاع المستميت عن تهم خرساء ببسالة الفداء ، ونبل البصر ، بطروحات جريئة ، ونبضٍ صادق يصرخ من داخل الجرح المتأصل الموروث..ترفعين الصوت من خلال القلم أو الخطاب من فوق ركام هائل من النظريات والمغالطات وسوء الظن ، وسيء المنطق ، مما يجعلنا ننظر لمستقبل المرأة بمنظار الأمل المشرق المتجدد والغد الواعد ….فندعوك لإستكمال المسيرة ونشر النور من خلال مسيرتك الرائعة.
وختاماً لك مني أجمل تحية …

في البداية أقدم شكري الجزيل لمؤسسي هذا الموقع بالذات وأتمنى لهم التوفيق ، وإن الاهتمام بالمرأة والتعرف على أفكارها ومحاولة تفعيل دورها من خلال هذا الموقع لمبادرة طيبة وجميلة وأكرر لكم شكري باستضافتي معكم وإنشاء الله أوفق في الرد على إستفساراتكم وإستقبال مداخلاتكم .

بسم الله الرحمن الرحيم
( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا )
الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المرأة هي النواة الأساسية للتركيبة الاجتماعية ، ولايمكن تجاهلها وإغفال دورها في عملية البناء والتقدم ، فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع لأنها النصف المكمل له ، وهي مسؤولة كما الرجل مسؤول وقد أكد ذلك القرآن الكريم في قوله تعلى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ…)

وحتى تتقدم المرأة في مجتمعاتنا يجب أن تعي أولا حقيقة الدور المطلوب منها والمناط إليها ، إنطلاقا من إستيعابها ووعيها بحقوقها ومكانتها التي ضمنها لها الإسلام ، والتعرف ثانيا على ذاتها لتكتشف مكنوناتها الداخلية وتسعى من خلالها لتنمية قدراتها وتفجير طاقاتها ومواهبها وتنطلق بها في ساحة العطاء والإبداع ، متخطية في ذلك كافة العقبات الإجتماعية والموروثات الفكرية القديمة التي تعترضها وتكرس فيها حالة الجهل والتخلف التي صدقته كحقيقة وإقتنعت به كواقع إنعكس على حياتها .

والمرأة في مجتمعنا اليوم أصبحت أكثر وعيا بذاتها وبنظرتها ، وبدأت تبحث لنفسها عن فرص التقدم في المجالات العامة ، ولم تعد تقتنع بالأدوار التقليدية والضيقة المحدودة ، أو بتلك الوصايا التي يفرضها عليها الرجل لا سيما في نظرته إليها والتي تعكس تعامله معها ، فحياة المرأة ليست بالمعرفة الضيقة وليس بالتضييق عليها وتحجيم طموحها وإغلاق فرص التقدم أمامها ، بل بتصحيح رؤية المجتمع تجاهها والتعامل معها كإنسان ، فهي اليوم أكثر تعليما وخبرة وثقافة ، وقد أن الأوان أن تنهض بمجتمعها من خلال ما تحمله من علم وماتمارسه من دور يساهم في عملية البناء والتنمية ..

عبد المطلب ( شيبة الحمد )
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة : أم باقر
تحية طيبة لك وكل الشكر والتقدير لوجودك بيننا .
أختي الكريمة ، لا يمكن لأي أمة أن تحييا حياة كريمة رفيعة المستوى دون أخلاق فاضلة سامية ، ومكارم الأخلاق هي عماد الأفراد والشعوب وارتقاء لكل أفراد المجتمع .
والإسلام جعل من الأسرة قوام المجتمع ، وجعل الزواج بداية ، وجعل للزواج أهدافاً سامية ، منها إرضاء الناحية الحسية ، وتحقيق المشاركة الوجدانية ، والتعاون على أمور الحياة ، وإنجاب الذرية .
ولقد جاء في الفقه الإسلامي أن الإنسان لا يجوز له الاندفاع العاجل في الزواج نفسه إذا كان غير قادر على النهوض بتبعاته الأساسية وواجباته اللازمة بأن يكون مثلاً عاجزاً مادياً أو جنسياً أو معنوياً ، مما يؤدي إلي النهاية المؤسفة وهي الطلاق وهو طبعاً يلحق الضرر بالطرفين وبالمجتمع ككل .

فما هي بنظرك الأسباب الحقيقة وراء كثرة حالات الطلاق المنتشرة مؤخراً في مجتمعنا ؟

وجُزيتِ عنا خيراً ، و للأمام دائماً مصحوبةً بدعائنا لك ولأمثالك من الأخوات المؤمنات .

“عالية فريد
الأخ / عبد المطلب ( شيبة الحمد )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اشكرك على مداخلتك

الطلاق مهما تعددت أسبابه فهي تتشابه في معظمها :

1- مبالغة الشاب في المواصفات لاختيار شريكة حياته على أنها ملاك خالية من العيوب ، فيكتشف غير ذلك .

2- عدم تقدير الزوجة لزوجها في تحمل أعباء الحياة ، فتحمله فوق طاقته وترهقه بتوفير كل رغباتها مقارنة بأخواتها ومعارفها .

3- إهمال الزوجة نفسها وشكلها ومظهرها .

4- عدم التوافق في الأفكار ، فيعتمد الشاب على اختيار أقربائه ضمن مواصفات الثقافة والنضج في التعامل مع أمور الحياة ، فيكتشف غير ذلك .

5- غش أهل الزوجة للزوج والعكس ، كأن يكون أحدهما مصاباً بمرض أو عاهة مستديمة لا يكتشفها إلا بعد الزواج .

6- الزواج من أول نظرة ، واكتشاف سلبيات الزوجة بعد ذلك .

7- إصرار بعض الفتيات مواصلة الدراسة بعد الزواج ويكون ذلك على حساب بعض الأمور الأساسية في الحياة الزوجية كتحميل الزوج فوق طاقته ، أو التخلي والإصرار على إهمال وترك الأولاد ( في بعض الحالات الشاذة جداً ) فيقع الطلاق .

8- تدخل أهل الزوج أو أهل الزوجة سلباً في حياة الزوجين .

9- عدم التكافؤ العلمي والمادي مما يؤدي إلى عدم الانسجام الفكري ، فمثلا الزوجة جامعية والزوج يحمل شهادة أول إعدادي أو لم تتح له الفرصة لمواصلة الدراسة ، أو تكون وظيفة الزوج متدنية فلا يستطيع أن يحقق كل طلبات الزوجة .

10- الوقوع في حبائل الشيطان ووجود مستمسكات تدين أحد الزوجين ( كالخيانة الزوجية ) سواء كان ذلك قبل أو بعد الزواج كالعلاقت غير الشرعية ، ومكالمات هاتفية ، أو خروج الزوجة من غير زوجها مما يدعو ذلك إلى الريبة .

11- افتقاد المجتمع وجود مؤسسات إصلاح ( بين الزوجين المتخاصمين ) على نظير مؤسسة ( الزواج التي تلم شمل العروسين ) حيث يعيش الزوجين في حيرة وقلق دون أن يتدخل أحد لفض الخلاف والصلاح فيقع الطلاق …”

ابو مجتبى

الأخت الفاضلة أم باقر

ما هي نظرتك لدور المرأة في تربية الأجيال؟ وهل انخراط المرأة في سوق العمل (باستثناء التدريس) تضييع لها أم حفاظا عليها؟

ماهو الدور الذي ينبغي أن تلعبه المرأة من أجل حفظها من الضياع؟

“عالية فريد
الأخ / أبو مجتبى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دور المرأة في تربية الأجيال

مما لا شك فيه إن الأمومة رسالة المرأة الأولى في الحياة وهي أسمى عمل تؤديه المرأة تجاه الأبناء فهم البذرة الأساسية لتشكيل المجتمع مما يتطلب رعاية هذه البذرة والاهتمام بها أشد الاهتمام .

وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأبوين ، لكنها أكبر بالنسبة للأم ، فإذا كانت الأم متعلمة وواعية فإنها ستدرك حجم هذه المسؤولية وسوف تبذل جهداً مضاعفاً في تربيتها لأبنائها فتعلمهم على الأخلاق والفضيلة وتغرس فيهم القيم النبيلة ، وتبني شخصياتهم بالثقافة والعلم والمعرفة ، وتوجه سلوكهم بإتقان ومهارة عالية .

فالتاريخ أثبت لنا أن المرأة صنعت العظماء والأدباء والمفكرين .

وكما قال الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتها ***** أعددت شعبا طيب الأعراق

وحول انخراط المرأة في مجالات العمل المختلفة لا مشكلة فيه ، مادامت تحافظ فيه المرأة على كرامتها وصون نفسها ، وهذا ما أقره الدين الإسلامي العظيم الذي يحترم الإنسانية ويحافظ على أخلاقية الجنس البشري ، أباح العمل للمرأة في مجالات الحياة المختلفة ضمن ثلاثة ضوابط على المرأة الالتزام بها :

1) أن لا يؤثر عملها خارج البيت على تربية الأبناء وإضاعة حق الزوجية .
2)أن تحافظ المرأة على عفتها وحشمتها وكرامتها .
3)أن لا تقع في الاختلاط المحرم الذي يؤدي إلى الفتنة .

وبالتالي فإن ساحة العمل مفتوحة وميدان العمل واسع فلماذا نضيق على المرأة ونحصرها في مجال التدريس فقط ؟

إن وظيفة المرأة الأساسية هي الأمومة والحفاظ على الأسرة وأؤكد ذلك ، لكن في الوقت نفسه وظيفتها لا تنحصر في ذلك فقط ، فالمرآة في نظري تستطيع أن تفوق الرجال متى ما أرادت لأنها قادرة على أن تمارس أدواراً متعددة في وقت واحد عكس الرجل وإننا لو تصفحنا التاريخ لنرى بأن المرأة في الإسلام تتمتع منذ أربعة عشر قرناً بشخصيتها الاقتصادية المستقلة ، وحرية التصرف بأموالها مثلها مثل الرجال ، أي أن لها في الإسلام أن تبيع وتتاجر وتهب وتعقد الصفقات ، أي إنساناً مستقلاً من الناحية القانونية كالرجل وليس لأحد ولاية عليها إذا كانت بالغة رشيدة ولها أن تقوم بالغرس والزراعة والفلاحة والحصاد ، وهذا ما درجت عليه أمهاتنا في الماضي ولوقت قريب ، وكذلك يمكن للمرأة أن تكون معلمة ، طبيبة ، مهندسة ، أستاذة في الجامعة رئيسة شركة ، مديرة أعمال ، وزيرة تنتخب وتُنتخب في البرلمانات وفي المجالس التشريعية والسياسية ، و للمرأة أن تكون صحفية ، عالمة ، مفكرة ، خطيبة و ….الخ

كما يمكن للمرأة أن تساهم في كافة الخدمات الاجتماعية والخيرية ، والمؤسسات الثقافية … وما شابه ذلك .

•يكون خروج المرأة تضييعاً لها إذا أهملت دورها في التربية وفي حياتها الزوجية وكان خروجها على حساب الزوج والأولاد . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى إذا خرجت المرأة لساحة العمل منسلخة عن قيمها ومبادئها الدينية فباسم التقدم وباسم التحرر الذي نادى به أدعياء الحرية تقلد مثيلتها المرأة في الغرب ، والتي خرجت باسم المساواة والحرية لتنافس الرجل وتزاحمه في عمله ، حتى أقحمت في أعمال بعيدة عن اختصاصها ولا تتناسب مع خصائصها حتى قضوا بذلك على أنوثتها وبيتها وأسرتها ، فخلعت الحجاب وأثارت الفتنة وأصبحت وسيلة للدعاية والمجون والإغراء فباتت فريسة سهلة يُتلاعب بها.

وهاهي اليوم تتصدى بعض المنظمات الإنسانية والتربوية للمطالبة بعودة المرأة العاملة إلى البيت وإيجاد قوانين جديدة تطالب بأداء وظيفتها كأم .

•الدور الذي ينبغي أن تلعبه المرأة من أجل حفظها من الضياع في ظل خروجها للعمل أن تحافظ على نفسها وعفتها وأن تحمي كيانها الأنثوي ، فكما أن الجسم له مناعة لا يتأثر بما هو ضار ويقاوم الأجسام الغريبة ، كذلك العقل يحتاج إلى مناعة تحفظه وتقيه من الأفكار السلبية والمؤثرة ، ويمكن خلق هذه المناعة لدى المرأة في مجتمعنا عن طريق الحصانة الدينية والثقافة الإسلامية الواعية التي يجب أن تتسلح بها حتى تستطيع أن تشكل سياجاً حصيناً حولها عند ذلك ولا يمكن لاحد إستغفالها أو إستدراجها.”

منابر العلم

الأستاذة .. عالية فريد .. ام باقر ..

بعد التحية لشخصكِ الكريم ..

لقد مارستِ الخطابة الدينية منذ سنوات ، وكونتِ تجربة طيبة في هذا المجال أنعكست آثارها بشكل إيجابي على نساء مجتمعنا .

سؤال صريح .. الا تعتقدين أن اسلوب الخطابة الدينية الحالي قاصر أو لا يفي بالمطلوب في الوعي ، وذلك بسبب أنه لم يطرأ عليه تغيير جذري أو كبير يواكب التطورات المجتمعية والعالمية .

ولك اجمل التحية .

“عالية فريد
الجواب على منابر العلم :

فعلاً أنا معك وأوافقك الرأي في أن أسلوب الخطابة الدينية الحالي قاصر أو لا يفي بالمطلوب في التوعية ، وذلك بسبب أنه لم يطرأ عليه تغيير جذري أو كبير يواكب التطورات المجتمعية والعالمية .

فما بات الأسلوب التقليدي للخطيب هو الأمثل للحديث مع الجمهور فنحن في زمن السرعة وعصر مليء بثورة المعلومات وكل يوم يأتي يحمل معه الجديد ، ووعي الناس والمجتمعات في تقدم مستمر لذلك لا بد أن تكون الخطابة مواكبة لهذه التغيرات متطورة بتطور العصر .

فهي تحتاج إلى التجديد في الأسلوب ، وفي طريقة معالجة مشاكل المجتمع وفي صقل كفاءة الخطيب أكثر فأكثر حتى يرقى لمستوى عقول الناس ويوجد لدينا في مجتمعاتنا وفي المجتمعات الإسلامية ولله الحمد نخبة من الخطباء المتميزين في ذلك على كلا الصعيدين سنة وشيعة وعلى مستوى العالم ، لكن ذلك لا يكفي فاالحاجة لا زالت قائمة .”

حسن

ما المقصود بالوجه الضائع للمرأة
وهل مجتمعنا ضيع المرأة أم المرأة هي التي ضيعة نفسها
وهل ما نحن عليه الآن من تطور جارف إلى المتاع القليل
يعتبر حرية للمرأة وعلينا الخوض والاستسلام له حتى لا نضيع وجه المرأة
قد يكون وجه المرأة ضائع من زمن ابائنا أما الآن لا أرى للمرأة وجها ضائع
وإذا ضاع فهي المسؤلة عن ضياعة
شكرا للإستضافة الكاتبة

الزيتون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيي العالمة الفاضلة والأخت الأستاذة العزيزة / عالية مكي ( أم باقر ) ، على تخصيصها جزءاً ثميناً من وقتها ، لفتح أبواب النقاش حول موضوع اللقاء الخاص ، والذي يناقش قضية اجتماعية مهمة ، حيث المرأة هي الموضوع الرئيس في هذا التجمع المبارك ..

وحيث أن عنوان اللقاء هو ( المرأة الوجه الضائع أم المضيع في مجتمعنا ) ، يفترض هذا السؤال الملحّ حول وجود حالة من الضياع المرير الذي تعيشه المرأة واقعاً ، فهل هذا الضياع هو أمر قسري يمارس ضدها ، أم هو نتيجة لقصور أو تقصير في الوعي بهذا الضياع ، وعدم تبلوره أمامها ، أم أن المعادلة تشير إلى ضغوط من جهة وتهاون منها على الجهة الأخرى ..
وما السبيل الهادي للخروج من حالة الضياع هذه ؟

“عالية فريد
لأخ حسن والأخ الزيتون ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اشكركم على هذه الأسئلة

برغم المعطيات الكثيرة التي كرم بها الإسلام المرأة ورفع بها مكانتها وشأنها إلا أنها لا تزال وجه ضائع ودور مغيب، وذلك لأن المرأة تمتلك قدرات وإمكانيات وطاقات هائلة تستطيع أن تدفع بها عجلة التقدم والنهوض، لكنها لا زالت طاقة معطلة إلى الآن لم تستلم موقعها بعد مع حاجة المجتمع لأقل جهد يمكن لها أن تقدمه وتمارسه .

والمجتمع ضيع المرأة عندما حبسها في زوايا المنزل وضيق الخناق عليها، وحصر دورها واهتماماتها وجعلها تعيش عزلة قاتلة فصودر حقها كإنسان له دوره في بناء المجتمع وعمارة الحياة ، قال تعالى :

(( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ))
وقال تعالى : (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ))

وانعكس ذلك في نظرة الرجل لها فتارة باسم الدين ( النظرة القاصرة ) وتارة باسم العادات والتقاليد وأخرى باسم القيمومة تعامل معها بقسوة واحتقرها حتى فقدت ثقتها بذاتها وأمام هذا الضعف خضعت لهذا الواقع وصدقته فشلت طاقتها . وهنا ضيعت نفسها . وبالمقابل عندما يراد للمرأة أن توجه إهتماماتها فإنها تُجر نحو الاهتمام بالكماليات وبأحدث وسائل الموضة وآخر صيحات الأزياء والجمال وحشو فكرها بحياة الفنانين وأبطال المغامرات الجنسية والأفلام المثيرة – التي تُقوقع المرأة نحو الرذيلة وتشجعها على الانحراف .

وهذا بالطبع ما لايريده الإسلام الذي أنار بمفاهيمه وهديه القلوب والعقول ورسم المنهج الصحيح للإنسان المستقيم . وفي نفس الوقت فرض على المرأة أن تساهم في إدارة الحياة والمشاركة في بناء وإصلاح المجتمع .

أما كون هذا الضياع قسرياً يمارس ضد المرأة فهذا صحيح ، وذلك بسبب الظروف والأزمات التي مرت بها الأمة تاريخيياً وبسبب الهيمنة الاستعمارية التي فرضت تخلفاً شاملاً على مجتمعاتنا ، فالمرأة ليست أصلاً للتخلف وليست سبباً له ، بل هي جزء من واقع متخلف مثلها مثل الرجل تماماً .

وعلى الصعيد الخاص لواقع المجتمع ولما تعانيه المرأة فهي المسؤولة عنه ، وهي التي وضعت نفسها فيه ، وبالتالي هي مسؤولة عن ضياعه

وللخروج من حالة الضياع هذه ، فهناك مبادرات نسائية طيبة وجليلة وتبشر بالخير ، لكنها قليلة جداً لا تقاس مع الواقع النسائي الكبير في مجتمعنا ، لذلك على المرأة أن تنهض وتنفض عن نفسها غبار التخلف وآثار الماضي ، فهي تستطيع أن تحقق المعجزات متى ما أرادت باستعادة ثقتها بنفسها وبوعيها وإرادتها القوية ، وبفكرها الحي وقيمها الأصيلة ، فإنها لو أرادت أن تصل لما وراء العرش فإنها تصل .

وكما قال الشاعر :

ومن يتهيب صعود الجبال * * * يعش أبد الدهر بين الحفر”

رهـــــــــف
تحية طيبة أختي الفاضلة/ أ.عالية فريد

نظراً لكثير من المتغيرات الإقتصادية والثقافية الفكرية التي برزت في المنطقة ، اصبح الهم والشغل الشاغل لكثير من الآباء والفتيات هوضمان استمرار التحصيل الدراسي للمستوى الجامعي ، ولم تعد الفتاة كما كانت تكتفي بتحصيل متدني من الدراسة ، بل اصبحت تبحث عن الفرص الدراسية حتى وان تغربت عن الأهل والوطن ، فأصبحت نسبة الخريجات الجامعيات نسبة مشرفة مقارنة بالسابق، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:
ماالذي تستطيع تقديمه الفتاة الجامعية لنفسها ولوطنها من خلال هذه الدراسة؟

وهل استطاعت ابراز هذه الدراسة بالشكل الفاعل لها ولمجتمعها من خلال شخصيتها وسلوكها ؟

أم اصبحت هذه الشهادة مجرد وثيقة عبور للوسط المهني ؟؟

وهل كل فتاة تخرجت من دراستها الجامعية تستحق ان نسميها” فتاة جامعية”.

وماهو انطباعك عند زيارتك لمقر الطالبات الجامعيات في الرياض ؟وماهي السلبيات التي لاحظتيها والتي يمكن تغييرها؟؟

“عالية فريد
عزيزتي رهف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركِ على مداخلتكِ الترحيبية .. وأسأل الله القدير أن أكون عند حسن الظن سعدت جداً لمحادثتك ، وأكبرت فيك هذه الروح من العطاء وتحمل المسؤولية من خلال مروري السريع بالموقع ، كما أنك أثلجت صدري ففعلاً لدينا طاقات متميزة وفعالة وواعية على مستوى النساء والرجال ، وإن المرأة في مجتمعنا الآن تقدمت كثيراً ، وحطمت القيود التي كانت تعيق مسيرتها وتحركها وها أنت تقيمين بجانب أخيك الرجل في حمل هذه المسؤولية في نشرا الثقافة والوعي وإدارة الحوار الفكري الذي يخدم المجتمع ..
فوقفكِ الله وسدد خطاك
وتمنياتي لك بالتوفيق

أشكرك على أسئلتك
وحول ما تستطيع أن تقدمه خريجة الجامعة تجاه نفسها ومجتمعها من خلال دراستها فإن ذلك ينطبق على الخريج أيضاً فالجامعة منارة للتفكير العملي ، والحوار الحضاري ، والتقدم الإنساني ، تمنح الإنسان الوعي والثقة با النفس ، والقيمة الإجتماعية ففيها تصقل شخصية الطالبة وتنمي موهبتها وفيها تتعلم الكثير من الأمور المهمة في الحياة والتي لم يسبق لها إن تعلمتها في أي مرحلة ، والقدرة على صنع القرار ، وفوق كل ذلك فهي تحصل على العلم الذي يهدف الإسلام من خلاله إلى بناء الإنسان والذي بدوره يبني الأرض ويعمر الحياة ، لكن بشرط ان يقرن العلم بالعمل والوعي الإجتماعي الشامل الذي يجعل منه مثقفاً ناضجاً تلقى عليه مهمات التغيير والإصلاح في بناء المجتمع ونهضة الأمة بدليل قوله سبحانه ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ”

وبالتالي فقيمة المرء عادة لاتقاس إلا بالعمل ،فما الفائدة أن يحمل الإنسان أهداف كبيرة أويملِك مستوى علمياً متقدم فذلك لايؤثر شيئ في حركة الواقع مالم يصاحب ذلك حضور إجتماعي ودور فاعل ليشق بذلك الطريق أمام تلك الأهداف الكبرى التي يحملها ، ويترجم العلم إلى فعل ملموس وهذا ما يأمله المجتمع عادة في طلاب الجامعة ( طلبة وطالبات ) حيث يعقد عليهم الآمال والطموحات ، ويترقبهم لتحمل المسؤولية ، وينظر إليهم نظرة تقدير وإحترام ، ويعول عليهم الكثير الكثير .. لكن للأسف الشديد فإن أغلب الجامعيين في مجتمعنا ليس لهم دور وليس لهم حضور في المجتمع أو حتى مشاركة تذكر ، وذلك لأنهم يحصرون أنفسهم وثقافتهم في جانب التخصص الأكاديمي فقط ، وعندما تتناقش معهم في أمر من أمور الحياة أو حتى مشكلة من مشاكل المجتمع فإنك وللأسف تكتشف الضعف الثقافي ، والسطحية في التفكير وأحيانا اللا أبالية وقد ينطبق عليهم قول هذه الأبيات
يتخطى مراحل الدرس قفزا ً****** في يديه شهادة جامعية
وأذا ما ابتدأته بحديثٍ ****** فهو يبدي ثقافة عالمية
كل شيئ فيه جميل ***** ولكن عيبه أنه بدون قضية

فخريجي الجامعات لدينا بحاجة الى أن يوسعوا مداركهم وعلومهم الثقافية بالقراءة ، وبالاطلاع ، بالحضور الإجتماعي وألإلمام بثقافة الحياة العامة في الدين ، في التربية ، في الاجتماع ، في السياسة ، في الأخلاق … الخ

وهم بحاجة الى تفعيل دورهم وحركتهم في المجتمع وذلك عبر المشاركة في المنتديات الفكرية ، والحوارات الثقافية ، والنشاطات الإجتماعية والأدبية ، وأن يتصدروا مواقعهم في المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية وفي النوادي الرياضية وغيرها …
وذلك لأننا اليوم نعيش في عالم تقوده الكفاءات العلمية العاملة ، وفي عالم الإبداع والمعرفة والإبتكار فلا بد من الأخذ بأسباب الوصول نحو التطلع الذي يقود مجتمعاتنا نحو النجاح ..
إخواني أخواتي .. خريجي الجامعة .. إذا كنتم تقرأون هذه السطور ..
فثقوا دائماً أن الإنسان كلما أزداد وعيه وعلمه وعطاءه كلما إرتفعت منزلته عند الله عز وجل وارتفعت مكانته في المجتمع ..
قال تعالى ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ”
وقال رسول الله (ص) ” من علم وعمل عد في الملكوت الأعظم عظيما” وقال أيضاً ” ثمرة العلم العمل للحياة ”

‘إنطباعي عن الطالبات في مجمع الرياض
واقعاً لا أدري لماذا تكون نظرة البعض من أفراد المجتمع سلبية تجاه فتياتنا في الرياض ، بينما ما لمسته وشاهدته هناك عكس ما يتناقلوه وإن كانت هناك بعض الحالات السلبية على مستوى السلوك فهذا لا يعني ان كل الفتيات سيئات ، فقد ضقت ذرعاً بما يتناقله البعض و يروجوه من إشاعات فكانت لي جولة لأكثر المجمعات التي يسكنها طالبات المنطقة الشرقية على مدى سنتين إلتقيت بهم في محاضرات وفي حوارات ولقاءات منفردة فما وجدت إلا كل خير ، وإن كانت هناك بعض السلوكيات المتمردة والتصرفات الغير لائقة للبعض فهذا شيئ طبيعي ، حيث أنها تحدث في السنة الأولى من التحاقهم ، وذلك يعود على ما تشعر به الطالبة من إستقلالية في الرأي وإثبات للشخصية وما تمارسه من حرية وإنفتاح على مجتمع جديد وهي بعيدة عن رقابة الأهل والمجتمع ، فتعبر عن ذلك بسلوك خاطئ وهذا دلالة على نقصان في الوعي لدى الفتاة وقلة التوجيه من قبل الأهل ، لهذا بادرن بعض أخواتنا الفاضلات في منطقة (صفوى) بإقامة حلقات توعية توجيهية لطالبات الجامعة بين فترة واخرى ويشكرن على ذلك .

كما قام بعض المسؤولين عن هذه المجمعات التي تحتضن فتياتنا بعمل برامج توعوية للطالبات لتحد من هذه السلوكيات .

وفي جولة أخرى قمت بها في ربوع الجامعة بين صفوف الطالبات أثلجت صدري لما هي عليه وضعيتهن من سلوك وإتزان وإهتمام بالدراسة ، فحمدت الله كثيراً لأن جامعاتنا تبشر بالخير ، فهي لا تقارن بجامعات أخرى زرتها أو إطلعت على وضعيتها في بعض الدول العربية والخليجية .

وكل ما أرجوه من الأهل وأولياء الأمور المواصلة مع بناتهم ، ومتابعة امورهم باستمرار وزيارتهم بين فترة وأخرى في مواقع الدراسة ..”

أبومجتبى

الأخت العزيزة أم باقر

من المعروف أن المجالس الحسينية النسائية السائدة في المنطقة بشكلها التقليدي ليس له فائدة فكرية تذكر.
كيف يمكن تفعيل هذه المجالس وتحويلها الى محاضرات و منابر خطابية على غرار المجالس الحسينية للرجال؟

وهل يمكن انشاء مدرسة خطابية للنساء في المنطقة تقوم بتخريج عدد من الكوادر النسائية حتى تأخذ على عاتقها النهوض بالمنبر الحسيني؟

“عالية فريد
الأخ / ابو مجتبى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أشكرك على أسئلتك ..

لمواجهة التحدي الخطير الذي يستهدف مجتمعاتنا من قبل أعداء الإسلام والإنسانية ، والذي يترصد للمرأة بالذات ويستخدمها كوسيلة لإفساد المجتمع ، فإن ذلك يتطلب منا جميعاً العمل على تحصين النساء بالثقافة والوعي وبث روح اليقظة والحذر في صفوفهم ، وحمايتهم من الوقوع في مزالق الفساد ..

ورغم تطور وسائل الإعلام اليوم واستحداث برامجهما وتنوعها ، إلا أنها لا تزال قاصرة جداً عن طرح مشاكل المرأة الحقيقية والاهتمام بقضاياها في مختلف نواحي الحياة .

ولأننا نملك المنبر الحسيني الذي يعتبر مصدراً هاماً للثقافة الحية ، وإلى إحياء قيم الدين وتبيين مقاصده وإيضاح معالمه ، ويهدف إلى إصلاح المجتمع عن طريق ذكرى أهل البيت (ع) ، إلا أننا بعد لم نستفد الاستفادة الكاملة من عطاءات هذا المنبر ، لما هو ملاحظ في مجالسنا الحسينية النسائية في غياب التوجيه والابتعاد عن مشاكل المجتمع وهمومه المعاصرة، حيث أن مجتمعاتنا تعاني أشد المعاناة من العقد والأمراض النفسية والسلوكية والأخلاقية ، والجهل بالأحكام الشرعية وقضايا التربية الأسرية المتفشية بين النساء خاصة ..

ولكنها تحتاج إلى معالجة عن طريق خطباء المنبر الحسيني ، وإذا كان الخطباء على مستوى الرجال قلة ، فكيف بالنساء فإنها تواجه النقص الشديد في ذلك على مستوى المجتمع ككل ، وإن وجدت فقد تكون محصورة العدد في بعض الخطيبات من النساء واللاتي قد لا يمتلكن المواصفات التي تؤهلهن لاغتنام هذه الفرصة في توجيه الأخريات وحثهن باتجاه مسؤولياتهن الدينية والاجتماعية .

ويمكن تفعيل دور المنبر الحسيني النسائي عن طريق تخريج دفعة من الخطيبات القادرات على التصدي لمشاكل المجتمع ومعالجة قضايا الناس .

وحول إمكانية إنشاء مدرسة خطابية للنساء في المنطقة تقوم بتخريج عدد من الكوادر النسائية التي تأخذ على عاتقها النهوض بالمنبر الحسيني فذلك ممكن ، وهذا يعتمد على أصحاب المجالس الحسينية النسائية ، وأيضاً دور بإمكان المرأة الواعية أن تتبناه ..”

بركان

….. ” بسم اللة الرحمن الرحيم ….”
الاخت الاستاذة- عالية مكي فريد ا لسلام عليك ورحمة الله وبركاتة …
نتشرف بهذا اللقاء الذي يجمعنا بك والذي من خلاله تتم الفائدة لنا جميعا إنشاء الله .

كثرت هذة الايام ظاهرة خروج المرأه للعمل وليس في هذا أي اعتراض مادامت تقوم بواجباتها
تجاة اسرتها واولادها .
ولكن عندما تطرها الظروف للاغتراب والسفر بعيدا عنهم ويصبح حضورها كزائر وليس لها أي دور في تربية أولادها الصغار منهم يفضلون من قامت لهم بدور الأمومة على أمهم الحقيقية .
في رأي الاستاذة ما الذي يدعو الام لتنازل عن امومتها من أجل مصلحة شخصية تسمى ( تحقيق الذات ) قد تكون هناك أسباب مادية لذلك لكنها لا تشفع للأم عند أولادها .

فهل تكون المرأه في هذا المثال مضيعة لأولادها وزوجها ؟
“عالية فريد
الأخ / بركان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – اشكرك على السؤال

أعتقد أنك أعطيت الأمر في نظرتك إليه أكثر من حجمه فلا يمكن للمرأة وبالذات الأم أن تتنازل عن أمومتها مهما كانت المغريات .

وفي حالة اغتراب الأم وسفرها بعيداًَ عن أولادها وزوجها لا يعد مضيعة، أكيداً له تأثير سلبي على وضعية الأسرة ككل، لكن لاتتهم المرأة بأنها ضيعت أولادها وذلك من حيث النظر لهذا الموضوع من عدة زوايا وليست زاوية واحدة.

1- هذه الغربة التي تعيشها المرأة ليست مستمرة، وليست هي الأصل في خروج المرأة لممارسة التعليم بل هي حالة شاذة في نظري لأزمة خريجات ولظروف تعيشها رئاسة التعليم وهناك ضغوط ومحاولات جادة لإيجاد حلول ولا زالت قائمة.

2- لا يوجد شيء في الحياة بدون تضحية، بمعنى إذا أردنا أن نحقق أهدافاًَ سامية في حياتنا فإن ذلك يتطلب جزءاً من العطاء والتضحية ، وهنا ملاحظة أؤكد عليها وهي أن تضحية الأم وسفرها بحد ذاته تضحية من أجل الأسرة ففيها مساعدة للزوج وتأمين لمطالب الأولاد وحاجياتهم ، فكثير من المعلمات استطعن برواتبهن إعالة أسر ( أهل الزوج ) وتأمين مسكن لم يستطع الزوج توفيره ، ففي لقاء لي مع مديرات بعض المدارس في المنطقة علمت وتأكد لي أن أكثر رواتب المعلمات تصرف في حساب أزواجهن ، فالتعاون مطلوب والتضحية مطلوبة ولا أعني بها الإهمال التام للأولاد ، وإذا كنت أخي بركان تسمي سفر كل أم لآداء رسالتها التعليمية مضيعة لضاع جيل بأكمله ، ولكانت رئاسة التعليم حريصة كل الحرص أن تهتم بهذا الأمر وتضعه في الحسبان ، وبالتالي إذا فكر كل زوج بمنع زوجته وبقائها إلى جانبه فكيف يتقدم المجتمع ويخرج طبيبات ، ومهندسات ، وعالمات ، ومعلمات ووو الخ ..

أما الشق الثاني من التضحية أنت أيها الزوج مقابل تعدد الأدوار التي تمارسها زوجتك طوال فترة زواجكم من عناية ورعاية واهتمام بالأولاد وإدارة شؤون الأسرة وسهرها على الجميع إضافة إلى مواصلة مشوارها العلمي ألا تستحق أن تضحي أنت من أجلها خلال هذه الفترة وهنا لا أعني أن يترك رب الأسرة عمله ويجلس في البيت حسب ما يتصور بعض الرجال ولكن يسعى لايجاد حلول مناسبة بالاشتراك مع الزوجة ، كترك الأطفال مع أم الزوج أو أم الزوجة أو إحدى أقربائه لحين عودة الزوج من العمل ، وقضاء الوقت مع أبنائه فهي في نظري تضحية إذا تنازلت عن الخروج مع الأصدقاء أو السهر ليلاً في سبيل البقاء في المنزل .

3- إذا كان الطفل ما دون السنة وفي الأشهر الأولى ، فطبيعي أنه يحتاج إلى وجود أمه بجانبه فالتصاقها به ضروري في هذه الفترة لاشباعه نفسياً وعاطفياً من حبها وحنانها ، وهنا بإمكان الأم أن تقطع إجازة بدون راتب لمدة سنة كاملة أو تؤجل سفرها لحين يستقر الطفل .

4- لقد اعتمدت بعض الدول العربية والخليجية تأمين وضعية المرأة العاملة بتوفير حضانات خاصة في موقع العمل أو قريبة منه سواء على مستوى مدارس أو مؤسسات أو مصانع و شركات فمثلاً في سوريا والأردن والكويت والبحرين ، تستطيع المرأة العاملة الإطمئنان على طفلها ومباشرة رضاعته عن قرب . وهذا ما أراه الآن في مبادرة بعض المعلمات الخريجات بأخذ أبنائهنن للإقامة معهن بعيداً عن المنطقة تفادياً لإحراجات الزوج واتهامه الدائم بالتقصير .

وأخيراً كلمة صريحة أقولها لكل زوج وزوجة التنازل والمرونة مطلوبة من الطرفين للحفاظ على الأسرة ودعم كيانها فتنازل الرجل لا يعني تهديد كبرياءه ، وتنازل المرأة لا يعني ضعفاً فيها والتنازل لتحقيق هدف سامي هو بحد ذاته قوة لأن نتيجة تحققه أمر إيجابي فهنا الرجل يجب أن يقدر كل ما تقدمه المرأة العاملة من تضحيات ، وفي نفس الوقت لا يستغلها بشكل سلبي لصالحه فـ ( النساء شقائق الرجال ) والقرآن الكريم يقول : (( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )) .

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إن أكمل المؤمنين إيماناً ، أحسنهم خلقاً ، وخياركم خياركم لنسائه » “

أبو مجتبى

الأخت العزيزة أ. عالية مكي فريد
مرحبا بك في منتدى العوامية

أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا و اياك في هذا الحوار الخاص الذي أرجو أن تعم فائدته على الجميع.

ما هو تعريفك لحرية المرأة؟ و ما مدى هذه الحرية من الوجة الشرعية؟

هل يعتبر تخلي المرأة عن الحجاب الاسلامي جزء من حريتها؟ وهل يعتبر تدخل ولي أمرها (الأب أو الزوج) في هذا الشأن مصادرة لهذه الحرية؟

أرجو أن تكون الاجابة بنحو تفصيلي من أجل تعميم الفائدة.

“عالية فريد
الاخ ابو مجتبى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشكراً لسؤالك
حرية المرأة في نظري هي الحرية المسؤولة والمرشدة في التفكير والعمل ، وهذه الحرية لا تنسلخ عن نهج الاسلام والإلتزام بتعاليم السماء ، وهي حرية شاملة بمفهومها العام ، فحرية المرأة كحرية الرجل ، ينطبق عليها ما ينطبق عليه من حيث العقاب والثواب ( فحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة ) ويقول الله سبحانة في كتابة الكريم ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ”
وهناك حرية مطلقة ، أي بلا قيود ولا ضوابط ولا أخلاق ، تحمل بين طياتها مسميات مختلفة نادى بها دعاة التحرر ، وحملها دعاة الحرية في الغرب تحت إطار حرية الفرد أو الحرية الشخصية ، حتى وإن أدت هذه الحرية إلى إيذاء النفس وإلحاق الضرر بالآخرين فيا ترى ماذا جنت المرأة الغربية من الحرية ؟ وماذا حصدت المرأة الشرقية من التحرر ؟ فهل التبرج حرية ؟ وهل ممارسة البغاء والفحشاء حرية ؟ وهل الإختلاط بالرجال وإباحة الجنس حرية ؟ وهل المجون والغناء وملاهي الرقص حرية ؟ هل تعاطي المسكرات ولعب القمار والزنا والإجهاض والإنتحار حرية ؟
هذا ما أرادته المرأة في الغرب ، وهاهي اليوم تجر الويلات على نفسها وعلى مجتمعها لما تعانيه من ضياع ومن مشاكل نفسية وأزمات .
ومع الأسف الشديد ، لقد تسربت مثل هذه الأفكار إلى مجتمعاتنا عبر ما تروج له وسائل الإعلام المختلفة ، لتنال من كرامة المرأة المسلمة ومسخ شخصيتها ، وهويتها الدينية وذلك لأنها ( مستهدفة ) مالم تحصن نفسها بالثقافة الدينية وفهم مبادئ دينها وعقيدتها ..
طبعاً الإسلام لا يقر الحرية الشخصية المطلقة من كل قيد ، وذلك لأنها ترتبط بحريات الآخرين وحقوقهم ( فلا ضرر ولا ضرار ) كما أنه أعطى الحرية للرجال والمرأة في كل شيئ وممارسة كل أمر من أمور الحياة ، لكن بشرط الإلتزام بالتعاليم التي أقرها وأمر بها ، بمعنى يقتضي أن هذا السلوك الذي يمارسة الفرد لا يرتكب فيه محرماً ولا يخالف واجباً ، وإذا أخل بذلك الإلتزام يكون قد تمرد على القيم الإسلامية وخالف الأحكام الشرعية ، وذلك لأن الشارع المقدس ( الإسلام ) هو المرجعية العليا للإنسان المسلم في كافة أموره وقضاياه ، في حياته ومماته ويكفي أنه خصص أكثر من سورة في القرآن الكريم باسم المرأة ومعالجة قضاياها …

وتخلي المرأة عن الحجاب الإسلامي لا يعد جزءاً من حريتها ، فالإسلام أقر الحجاب وجعله من الواجبات الشرعية للمرأة كي يحافظ عليها من الفساد ويصونها من الإنحراف وإن تدخل ولي الأمر كالأب أو الزوج أو الاخ في هذا الأمر لا يعد مصادرة لهذه الحرية لأن تدخل كل منهم يأتي بحكم ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والتي تبدأ من المقربين ( أصحاب الوصايا عليها ) وفي بعض الأمور إن لم تنفع نصيحة المقربين ، فللمجتمع أن يتدخل _ من لهم حق التأثير – وإن لم يفد ذلك فالأمر يرفع إلى السلطان أو الحاكم الشرعي وكل ذلك حرصاً على الفرد وحفاضاً على كيان المجتمع من الضياع والتمزق قال تعلى ” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ” ”
عابد

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
إن الذين يعيشون الماضي ويفكرون التفكير السابق ويعملون كما كانوا يعملون قبل سنوات مضت ،إن هؤلاء ليس لديهم أي حضور أو تواجد في عهدنا الحالي وايامنا هذه ، فهم يعتقدون أن ماكان سابقآ يجب أن يكون الآن ، ومالم يكون موجودآ لابد أن نحذفه من قاموس الحاضر.
فإذا كان العاملون من أجل تطوير المجتمع قد اكتفو سابقآ بطبع كتاب ، أو ألقاء خطبه عامه فوق المنابر أوالجلوس في الحسينيات والمساجد لطرح الأجوبه على أسئلة الناس الشرعيه، فئننا اليوم في عهد آخر وزمن يختلف إختلافآ عن الماضي ، حيث تقع على عاتق النساء المؤمنات مسؤليات ضخمه توازي في ثقلها تقدم عالم اليوم وتطور الأمم الحاليه فلم يستشعرن بضخامة تلك المسؤليات مسبقآ وذلك لأختلاف المستوى الثقافي والحضاري للأمه عما نحن عليه الأن والسؤال الملح الأن (ماهي السبل المتاحه في بناء العلاقات في ضل المسؤليات الإسلاميه الضخمه الملقات على عاتقهن من أجل إنجاز الأعمال وتوزيع الجهود وإتقان العمل والسلام0
“عالية فريد
الأخ عابد أشكرك على هذا السؤال
واقعاً نحن نمر بمتغيرات سريعة، وعصر مليء بثورة في المعلومات، لذلك الخطاب يجب أن يكون مواكباً لهذه التغيرات متطوراً بتطور العصر، نحتاج فيه إلى التجديد في الأسلوب وفي طريقة معالجة المشاكل التي تعصف بالمجتمع. وذلك لا يتم إلا بإقدام ( الإنسان العامل ) على تطوير ذاته وتنمية كفاءته وتطوير لغة خطابه فنحن في وقت الأساليب الدعوية فيه تختلف عن السابق؛ فما باتت الأساليب القديمة نافعة كثيراً، وإن هي حافظت على دورها التوجيهي والإرشادي لسنوات طويلة والتزمت بأطرها العامة في المساجد والحسينيات ( ذلك لا يعني أن نتخلى عن المنبر الحسيني، لكنه اليوم وبكل صراحة لم يعد بأسلوبه القديم وطابعة التقليدي وسيلة جذب للجيل الجديد وذلك لأن كل مرحلة لها سياستها الخاصة وأسلوبها المناسب لذلك علينا أن نفكر كيف نستخدم الوسائل التكنولوجية الحديثة، ونسخرها في خدمة رسالتنا الإسلامية ونشر أفكارنا ومبادئنا وكما قال الإمام علي (ع) ” العالم بزمانه لا تهجم عليه اللابس ”
فوسائل التطوير والتجديد كثيرة أهمها: –
1) تحويل المجلس الحسيني ( المنبر ) إلى مؤسسة ثقافية مستقلة تخدم المجتمع، وتتصدر موقعاً مباشراً عن طريق الإنترنت، وتسخر كافة إمكانياته للتواصل مع الآخرين.

2) الحضور الاجتماعي للخطباء فيما بينهم وبين الناس، وذلك يتم بعقد اجتماعات دورية لكافة الخطباء في المنطقة للتلاقي ومعالجة المشاكل وعرض القضايا وإيجاد آلية عمل جديدة تناسب المجتمع، أما فيما يرتبط بالناس، فذلك ينبغي من كل خطيب التواصل مع الناس ومخالطتهم في المجالس والديوانيات لاسيما التقرب من الشباب للتعرف على ميولهم، والاستفادة من أفكارهم ومقترحاتهم.

3) الحضور الفكري والثقافي عبر أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة، والمشاركة في الحوارات والنقاشات وتبادل الآراء في القضايا التي تهم المجتمع وتخدم الأمة، فممارسة دور المنبر لا ينحصر فقط وسط الحسينية أو المسجد نحن اليوم بحاجة إلى منبر إعلامي في كل موقع في القناة التلفزيونية، وفي الصحف العالمية، وفي الكتب والجرائد والمجلات، نحن بحاجة إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى مقابل حوار الحضارات بحضور المنتديات والمؤتمرات الدولية والعالمية لنناقش قضايانا وهمومنا ولعرض أفكارنا وفي نفس الوقت نتبادل التجارب والخبرات التي تبرز مواهبنا وتنميها .

4) الانضمام إلى الجمعيات والمؤسسات الثقافية.
فهي البوابة إلى المجتمع وهنا أناشد المرأة بالخصوص ( العاملة والواعية ) بالخروج من صومعة التقوقع والانزواء إلى الانطلاق في أفكارها وفي مواهبها وإنجازاتها، فللأسف الشديد. برغم السنوات الطويلة التي مرت على المجتمع، وبرغم المكاسب التي حققتها المرأة الفاعلة في مجتمعنا على مستوى نهوض العمل الاجتماعي، إلا أنه لازالت النظرة قاصرة من المرأة تجاه نفسها، فهي أما تعمل لتبقى منعزلة في إطار أفكارها ومذهبها وفي حدود جماعتها وربما منطقتها فقط.
أو تعمل من أجل العمل فقط، فهي تفتقد إلى التخصص وهذا ما نلحظه على مستوى المرأة العاملة اليوم تراها تعمل في كل شيء وتشارك في كل شيء ليس هناك هدف واضحاً أمامها تتطلع إليه، مما يؤدي إلى خلق الفوضى واللانظام فكم من نساؤنا متخصصة في شؤون المرأة ؟ وكم متخصصة في شؤون الأسرة والتربية والفقه وبقية المجالات الأخرى. وإذا نظرنا إلى المؤهل العلمي والكفاءة..
فإنا ترى ذلك ضعيفاً جداً على مستوى المرأة وسط الكيان الداخلي الشيعي ( في مجتمعنا) فكم إمراءة حاملة لرسالة الدكتواره، نراى ذلك يعد على الأصابع إضافة الى ذلك فأين هو دورهن الاجتماعي وأين هي مشاركتهم وفعاليتهن.

وهنا أدعوا الجمعيات الخيرية والجمعيات النسائية والمؤسسات الثقافية أن تدمج المرأة في حركة التنمية الاجتماعية، وأن تفتح الأبواب لاستقبال وتنمية هذه طاقاتها .

كما أدعوا المرأة أن تزج نفسها في إطار هذه الجمعيات، وذلك لتنظيم وتنسيق وتوحيد الجهود، والتعبير عن الأهداف التي ترتقي بقدرات المرأة نحو العمل والفعل، وتنطلق من خلالها في إقامة المحاضرات وعقد الندوات وإقامة المنتديات، وتفجير الطاقات وإبراز المواهب من خلال الأدب والفن و الثقافية، وممارسة كافة أنواع العمل التطوعي الذي يخدم المرأة وينمي المجتمع ويرتقي بالوطن نحو التقدم والإزدهار .”
الزيتون

السلام عليكم
طيب الله أنفاسكم ، وأثابكم ، أختنا العزيزة الحاجة الفاضلة والعالمة العاملة الأستاذة عالية – أم باقر

بين جنبات مايعرف بالمنتديات الحوارية على شبكة الإنترنت ، كثيراً ما تطرق البعض لمسألة الباس والحجاب ، وخاصة حين تشاهد أنواع لم يتعود عليها من قبل في مجتمعنا ، مما يجعل النقاش في الأمور يأخذ جانب الحدة في أغلب أشكاله ..
ولا شك أن هناك الكثير من الاستفتاءات الشرعية في هذا الجانب ظهرت نتيجة للنقاشات المذكورة ..
وحيث أنك أيتها الأستاذة العزيزة يمكن أن تكوني أقرب في إعطاء رأي حول اللباس والذي كثيراً، مايفرد له باب في أبواب الفقه ..
وبوضوح تام ، فكثيراً ما ارتفت أصوات متشجنة ، وصدامات ينقصها الوعي التام بتفاصيل المسألة شرعياً.
ماهو رأيك حول هذه النقاشات المؤيدة والمعارضة لكثير من لباس المرأة في وقتنا ، وعلى وجه الخصوص العباءة وأجزاء الحجاب ..

“عالية فريد
الأخ الكريم السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أشكرك على سؤالك
إن صورة الحجاب في الشارع الإسلامي هو أن تستر المرأة جميع جسدها باستثناء قرص الوجه والكفين، وهذا ما أتفق عليه غالبية الفقهاء.

أما ستر الوجه فهو غير واجب على المرأة إلا في حالة يكون تركه فيها مدعاة واضحة للفساد والريبة، وكما هو متعارف عليه في مجتمعنا اليوم.

أما حول تفصيل نوعية الحجاب ولونه هل لونه أسود أما أبيض أو لون أخر، فإنني أرى بأن الشارع الإسلامي لم يحدد ذلك ما دامت المرأة محتشمة في لباسها بعيدة عن كل ما يثير الفتنة، فما هو المانع إن كانت عباءة، أو كتف أو جلباب، أو بنطال وقميص سواء كان مكونان من قطعة أو قطعتين أو ثلاث قطع، أسود أو بني أو ملون أخي الفاضل / الإسلام دين يسر وسهولة والرسول (ص) يقول ” يسروا ولا تعسروا ” وإن واقع الحجاب بهذه الطريقة وبهذا اللون حسب تصوري فرضه العرف الاجتماعي، ومع احترامي لكافة الأعراف والتقاليد الاجتماعية، إلا إن الإنسان الواعي عليه أن يدرك ويميز أن لكل مجتمع خصوصية في أعرافه فيا النسبة للمرأة عليها احترام هذه الخصوصية، فما يصلح لبسه في لبنان أو في إيران أو في إي مكان آخر قد لا يتناسب لبسه في مجتمعنا.

• أما أن تأخذ هذه القضية حيزاً كبيرا من تفكير الشباب وتبقى محط إثارة وجدل بين مؤيد ومعارض، فهذا أما أراه غير مناسب جداً وبالتالي لماذا كل هذا التحامل على الفتيات سواء أخواتكم أو بناتكم أو قريباتكم ( أقدر شعوركم وحميتكم ) لكن في موقعها المناسب، وبالتالي لماذا نترك الأمور والقضايا الكبيرة والأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية ويمر بها المجتمع لهيتم بالأمور الجزئية والصغيرة لماذا نترك قضية البطالة المستشرية في المجتمع، وقضية عزوف الشباب عن مواصلة الدراسة، وانتشار المخدرات والإدمان على المسكرات، والتفحيط والانحراف وتقوقع أنفسنا في حلقة مغلقة ( الكتافي والنقاب، ما تلبس الفتاة وكيف يجب أن تلبس ) ونلاحظ الفتيات بنظراتنا ونطاردهم من مكان لأخر حتى نثير الفتنة ونبث الفوضى
ألم تقرأ قوله تعالى ” وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ”
وبالتالي إخواني الأعزاء/ العالم اليوم تقدم وقفز بسرعة البرق، والحضارة المادية تفرض سيطرتها وتحدياتها علينا بكل ما أتيت من قوة، ونحن للأسف لازال بعضنا يهتم بالجزئيات وبصغائر الأمور، أليس هذا الأمر مضحك ومبكي في نفس الوقت، وهنا أدعوا كل فتاة للمحافظة على الحشمة والحجاب لأنه من العفة والطهارة وإن الأناقة والتقدم في اكتمال العقل ونضجه وفي فن التعامل مع الحياة بالفكر والمعرفة والعلم لا بالتبرج والتفسخ والحركات المشبوهة والكلمات التافهة التي يرددها لنا الإعلام”

أنهار

بسم الله الرحمن الرحيم
الى الاخت الفاضلة :عالية
اني ارى وبرأيي ان المرأة اصبحت العوبة في يد الرجل اصبحت كأنها لعبة في يد طفل لا يعي اهميتها
فالمرأة هي اساس المجتمع اصبحت شي ملعوب به ما السبب ؟
مع خالص الشكر

“عالية فريد
الأخت / أنهار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على تساؤلك

وحسب مافهمته منك إن المرأة أصبحت إلعوبة بيد الرجل ، فذلك ناشئ من الواقع السيئ الذي كانت تعيشه في ظل أجواء التقاليد والعادات المتخلفة التي اضطهدت إنسانيتها وعاملتها كما لو كانت مجرد شيء من أشياء الرجل صنعت للاستمتاع واللذة فقط ، دون أن يكون لها أي دور فاعل في الحياة حتى أنها في القدم كانت تورث كما يورث المتاع وكانت في كل الحضارات اليونانية والهندية والفارسية والصينية والجاهلية العربية وغيرها كانت المرأة مهانة ومحتقرة تعامل بظلم وقسوة من قبل الرجل ، حتى الإمومة والتي هي من صميم دورها ورسالتها الأولى كان ينظر لها بمنظار تأدية الخدمة وليس التربية والتعليم والتوجيه ، ولذلك كان الأصل لدى هذه الحضارات حرمان المرأة من العلم كتقليد إجتماعي سائد إستسلمت له غالبية النساء ، والتي لا زالت بعض آثاره باقية ..

فبسبب هذا الجهل الذي عاشته المرأة وعانت منه ، وبسبب الآثار التي خلفها في ذلك أصبحت المرأة تستضعف ذاتها أمام الرجل ، فهو( سي سيد) الآمر الناهي المتسلط صاحب القرار ، وهي المقابل إمرأة مسكينة ضعيفة لا حول له ولا قوة ، هذا في تصوري ما يجعل المرأة تشعر بأنها إلعوبة بيد الرجل .
هذا على صعيد المرأة بشكل عام ..

أما المرأة المسلمة حتى لا تكون إلعوبة ، فهي بحاجة إلى تصحيح رؤيتها تجاه نفسها من جديد بالعودة إلى قيم الدين الإسلامي العظيم الذي يحمل أسمى المعاني والأهداف النبيلة التي كرم بها المرأة وأعلى منزلتها ومنحها مالم تمنحه أية حضارة أخرى لنساء زمانها .

حينها تستعيد الثقة بنفسها وعلى ضوء ذلك الهدى تبني شخصيتها بالعلم والثقافة والوعي كي لا تكون إلعوبة .”

 

—–

الديوانيات للحوار

أضف تعليقاً