أ . عالية فريد >> حوارات معها


عالية فريد: لا بد من تفعيل دور المجتمع المدني في المملكة 1/2

19 أكتوبر 2005 - محرر الموقع

سعوديات اليوم يختلفن عن الأمس

شهدت الساحة السعودية في المدة الاخيرة حضورا مميزا وقويا للسعوديات في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والفكرية والعلمية والاعلامية، وكذلك على الصعيد الحقوقي والسياسي بدعم من القيادات العليا في المملكة. فقد اكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بين عبدالعزيز في اكثر من مناسبة اهمية مكانة ودور المرأة السعودية قائلا: «ان الأم والأخت والزوجة لشريكة في بناء الوطن». ونتيجة لهذا الانفتاح استطاعت المرأة السعودية لفت الانتباه وجذب الاعلام العالمي لتغطية حركاتها وفعاليتها في المجتمع السعودي المحافظ. ومن السيدات الناشطات اجتماعيا وحركيا السيدة عالية ال فريد «سيدة اعمال واعلامية»، وهي كذلك احدى المشاركات في الحوار الوطني الرابع ومن السعوديات اللاتي التقين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكتبه وتحمل هم تفعيل مشاركة المرأة السعودية ورفع مستوى الوعي الحقوقي ولها مشاركات عدة داخل السعودية وخارجها.

وبعد مشاركتها في المؤتمر الاقليمي حول «التحولات الديمقراطية ودور المجتمع المدني» الذي اختتم اعماله في صنعاء أخيراً أكدت لـ «إيلاف» اهمية الثقافة الحقوقية والنشاط الحقوقي لدى ابناء المجتمع السعودي وبالخصوص للمرأة السعودية، مطالبة الحكومات العربية بافساح المجال لإطلاق المزيد من الحريات ومنح مؤسسات المجتمع المدني الفرصة لممارسة دورها وواجباتها وتحمل المسؤولية والنهوض بالمجتمع جنبا إلى جنب. وفي ما يلي نص الحديث:

• لماذا انعقد المؤتمر الاقليمي «الديمقراطية ودور المجتمع المدني»؟

-عقد المؤتمر بتنظيم مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان (hritc) وبمشاركة منظمة لا سلام بدون عدالة (npwj)، وهدف المؤتمر تعزيز الحوار الديمقراطي واسهام المجتمع المدني بشكل فاعل في عملية البناء والتغيير, وايجاد الوسائل والاليات لتفعيل التواصل بين مختلف مؤسسات المجتمع المدني، واليات الحوار مع المؤسسات الحكومية, وطرق دعم مؤسسات المجتمع الوطني والمحافظة على استقلاليتها وحيادها واحترام المعايير الدولية للانتخابات النزيهة, واحترام الرأي والتعبير وحرية الاعلام, وتمكين المراة لممارسة جميع حقوقها بدون تمييز.

• شاركت في الدورة العربية الخامسة لحقوق الإنسان، ماهو إنطباعك عن تلك الدورة؟

– اكتسبنا من خلال الدورة الكثير عن أهمية تقدمية الحركة الإنسانية المهتمة بحقوق الإنسان في العالم وكيف أثبتت هذه الحركة نجاحاتها في مختلف المجالات وعلى كل المستويات الدولية والإقليمية. وعلى أثرها أصبحت هناك وثائق وقوانين عالمية تهتم بحقوق الإنسان، كما أنها أوجدت لنا كما ثقافيا معرفيا علميا وقانونيا عن طريق ما إستلهمناه من الأساتذة والخبراء الدوليين والقانونيين، بالإضافة إلى أن هذه الدورة أتاحت لنا الفرصة للتعرف على تجارب وخبرات الآخرين. والتعرف عن قرب على الحركة الحقوقية في اليمن، التي قطعت مشوارا جيدا ويكفي فخرا أنه توجد وزيرة لحقوق الإنسان وهي أمة العليم السوسوا، وكذلك في العراق وفي أفغانستان لاسيما للمرأة العربية والمسلمة وهذا يعزز دور الناشطين والناشطات للعمل في هذا المجال.

الصدارة للعرب

• كيف ترين وضع حقوق الإنسان في الوطن العربي؟

– ما زالت حقوق الإنسان في الكثير من الدول العربية والإسلامية في واقع متخلف اذ تصادر حريات الآراء والأفكار وتنتهك الحقوق. وللأسف سياسة الهيمنة والإستبداد لا تزال تلقي بمخلفاتها على مجتمعاتنا محاولة زعزعة الأمة عن ثقافتها وهويتها وقيمها الإنسانية، حتى الدين الإسلامي أعلى منظومة في العفو والتسامح أصبح اليوم غطاء لأبشع ممارسات الظلم والإرهاب ومصادرة الحريات والحقوق، وخير دليل ما نشاهده اليوم على الساحة في فلسطين والعراق وأفغانستان حيث تمارس أبشع الإنتهاكات في صفوف الأبرياء. ما يؤسف حقا ويزيد القلب حرقة وألما أن الدول العربية والإسلامية لاتزال تحتل الصدارة في تقارير إنتهاك حقوق الإنسان وعلى مستوى العالم. أدعوكم للنظر ومتابعة التقارير الدورية والسنوية التي تصدرها هيئة الأمم المتحدة ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ففيها الكثير عن هذا الموضوع.

• ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به منظمات المجتمع المدني، وهل يمكن أن تكون بديلا من الدولة في تحمل المسؤولية؟

-على الحكومات العربية أن تفسح المجال لإطلاق المزيد من الحريات وأن تمنح الفرصة لمؤسسات المجتمع المدني كي تمارس دورها وتقوم بواجباتها تجاه تحمل المسؤولية والنهوض بالمجتمع جنبا إلى جنب كل يمارس دوره. منظمات المجتمع المدني لايمكن أن تكون بديلا من الدولة وفي الوقت نفسه لايمكن أن تستقل بذاتها بعيدا عن الحكومة، والمجتمع الأهلي والنظام الأساسي شريكان في عملية التقدم والإسراع بإنجازات التنمية التي تعتمد عناصرها على الحرية والمساواة وعدم التمييز وتكافؤ الفرص التي مهما تحققت صنعت معها الإزدهار والرقي في كل مجتمع. مع العلم أن الساحة تشهد اليوم حركة إصلاح عالمية أتمنى أن تلبي طموح الشعوب وتطلعاتها، كما آمل من الحكومات أن تأخذ بأيدي الحقوقيين والناشطين نحو المزيد من الشفافية والمصداقية، وأن تفعل الدولة كافة مؤسساتها وعلى رأسها الإعلام للإهتمام بقضايا حقوق الإنسان وتوعية المجتمع بها والتحذير من الإنتهاكات بمختلف مسمياتها.

• إلى ماذا تطمحين من خلال إهتمامك بقضايا حقوق الإنسان؟

-الطموحات كبيرة ولكن أهم ما أراه أن تفعل مواثيق حقوق الإنسان على مستوى المجتمع بأكمله من حيث التوعية العامة والشاملة لكافة أفراد ه، فنحن بحاجة في البدء إلى توعية كل فرد بحقوقه وهذا يقع على كاهل المهتمين من المثقفين والعلماء والإعلاميين.نحن بحاجة إلى جيل جديد ذو توجه إنساني يتربى على مفاهيم وإحترام قيم حقوق الإنسان، وحتى يتم ذلك لابد أن تتوجه كافة المؤسسات التربوية في بناء وصنع هذا الجيل بداية من تصحيح المفاهيم التربوية للأسرة، وتركيز الإهتمام بمفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية والبحوث الجامعية، بالإضافة إلى تفعيل دور المجتمع المدني في العمل على إيجاد جمعيات ونقابات شبابية تهتم بقضايا حقوق الإنسان.

واقعا كل ما أقوله أنه لا يمكن لأي أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات أن يتقدم ويواكب عصر العولمة ويتطور في تحقيق الأمن والإستقرار والتنمية إلا إذا حقق العزة والكرامة للإنسان، والعالم اليوم لا يحترم من يتجاهل بحقوق الإنسان فلنعمل جميعا على ضمان الحقوق والوقاية من إنتهاكها.

«في الحلقة المقبلة تتحدث الناشطة عالية ال فريد عن الأسرة السعودية والارهاب، هموم وتطلعات سيدات الاعمال، ومشاركة المرأة في العملية الانتخابية والسياسية».

—–

 إيلاف – « علي ال غراش من الدمام » 

 

أضف تعليقاً