أ . عالية فريد >> مقالات


معهد النور في القطيف.. وبارقة الأمل

8 نوفمبر 2000 - أ . عالية فريد

أبو جعفر يدير سنترال رئاسة البنات في الدمام 14 عاما و هو كفيف
يقدم معهد النور للمكفوفين بالقطيف أحدث البرامج التعليمية و المهنية لفئة من فئات المعاقين, ويساعدهم لمواصلة التعليم العالي وقد تخرجت دفعات عديدة منذ إنشاء المعهد في عام 1384 هـ, و كافة خريجيه يجيدون القراءة و الكتابة وفن التعامل مع المبصرين.
وبفضل التطور الطبي في المنطقة زيادة الوعي الصحي في المجتمع تناقص عدد المعاقين, وتقلصت إعداد المكفوفين, وعلى اثر ذلك تحول معهد النور بالقطيف إلى مركز للخدمات التربوية.
التقت (الوطن) مع مدير المركز محمد عبدالعزيز لعمير فقال: يتراوح عدد الملتحقين بالمعهد من سن 6 سنوات إلى 40 سنة في مختلف المراحل الدراسية, فبعض الأساتذة هنا هم خريجو هذا المعهد, وبعضهم يعمل في مجالات الوظيفة العامة أما بالنسبة لطلبة المركز حاليا فأكثرهم طلبة محولون من التعليم العام, وأكثر إصاباتهم بسبب حوادث الطرق, وحوادث الملاعب, والإهمال في العلاج.

أنا دليل الرئاسة

و من المواطنين الذين تخرجوا من هذا المعهد التقينا حسين محمد عبدالباقي” ابوجعفر” الذي قال: استفدد
ت كثيرا من معهد النور, فهو بوابة الأمل للمكفوفين ودرست فيه 6 سنوات أجدت فيها القراءة والكتابة, وتفوقت في مادة الرياضيات, وتعلمت بعض المهن اليدوية كاستخدام الخيزران في عمل الكراسي والسلال, وصنع قطع السجاد الصغيرة, وتعلمنا طرق استخدام النار, وكان الأساتذة المكفوفين وأكفاء من حيث العمل والعطاء, ومن اشهرهم عبدالله أبو الروس, باقر الخنيزي, عبدرب الحسين الفارسي, علوي السعيدي وغيرهم الكثير.

سألته الوطن: ما هي والوظيفة التي حصلت عليها بعد التخرج؟
– أجاب: عملت موظف سنترال رئاسة تعليم البنات في منطقة الدمام لمدة 14 سنة.

هل واجهت مشاكل ما في عملك؟ بالذات مع هذه الوظيفة التي تحتاج إلى دقة في الأرقام؟
– أجاب: واقعا شملتني عناية الله سبحانه وتعالى, فقد عوضني بذاكرة قوية, وعملي في السنترال جعلني حريصا في التعامل مع الأرقام, حفظت 1000 رقم بين خط داخلي و خارجي, فانا دليل الرئاسة.

اختبره الوزير

ويواصل حديثه معنا قائلا: لم أوجه أية مشكلة في عملي, لكن قبلت في الوظيفة بشق الأنفس, فكيف يمكن لكفيف أن يعمل في السنترال, والتقيت باحدى الوزراء اشرح له حالي, فسألني كم هي الساعة ألان؟ وقلت له الثامنة والنصف صباحا, فتعجب من ذلك, وبعد امتحان الذاكرة قبلت في الوظيفة, وها انذا اليوم متقاعد عن العمل بعد قضاء 14 سنة خدمة خرجت من خلالها بخبرة واسعة في الحياة, أوصي بها أخواني أصحاب هذه الإعاقة بان لا يستسلموا لليأس فالحياة تفاؤل ونشاط و عمل.

أمل جديد

وأمام متابعة لإنجازات العلمية المتطورة, فقد اكتشفت أشعة ليزر في بداية الستينيات من هذا القرن, والتي ذخرت بها أكثر المستشفيات والقطاعات الطبية في المملكة, فهي تساهم في علاج حالات كثيرة من إصابات العين, لأنها مولدة من غاز الارجون, وتحتل مكانا بارزا في الوقت الحاضر في علاج المصابين بالماء الأزرق في حدقة العين, حيث يتسنى للأطباء من خلال هذه الطريقة التخلص من السائل الزائد في الحدقة, وشفاء المقلة من الضغط العالي, كما أمكن أيضا استغلال أشعة الليزر في لصق أجزاء الشبكية المنفصلة أو الممزقة لدى الكثيرين من المرضى الذين فقدوا الأمل في استعادة بصرهم.
ويواصل العلماء بذل المزيد من الجهود للاستفادة من هذه الأشعة, بتسخير بعض أنواع الغازات كالهيليوم والنيون في توليد الأشعة وذلك لسبر حركة الدم في الأوعية الدقيقة للشبكية لمعرفة سرعة جريان الدم في تلك الأوعية بدقة متناهية, وحسب قول احد العلماء العاكفين على هذا المشروع, إن هذه التجارب ستعود بالنفع على مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم إذ عن طريقها يمكن للأطباء تشخيص الكثير من الأمراض. و مع هذه الإنجازات التي حققها التطور الطبي في مجال معالجة أمراض العيون هلا لازالت المنطقة بحاجة إلى مراكز و مستشفيات متخصصة وتسد حاجة المواطنين؟
يعلق الدكتور السيف قائلا: ربما يكون العدد الحالي من مراكز العيون كافيا لخدمة المنطقة, ولكن يجب الارتقاء بنوعية و مستوى الخدمة.
إن الأمر يتعلق بالحاجة الماسة إلى إيجاد كوادر و كفاءات بشرية من الأطباء و الممرضين و الفنين في مختلف التخصصات الطبية من لبناء المملكة العربية السعودية وشبابها الطموح.

—–

الوطن (40) السنة الأولى

تعليق واحد على “معهد النور في القطيف.. وبارقة الأمل”

  1. زينب علق:

    شكراً على المقال وجزاكم الله الف خير
    لم اعرف ان هناك معاهد عدنا للمكفوفين

أضف تعليقاً