أ . عالية فريد >> مقالات


زوجات المتقاعدين يكشفن أسرار ما بعد التقاعد

5 ديسمبر 2000 - أ . عالية فريد

تتناول الصحف ووسائل الإعلام قضية المتقاعدين، و تسلط الضوء على همومهم و مشاكلهم وما يشغل تفكيرهم، وغالباً ما تتناول تلك الأطروحات الدعوة لإيجاد مؤسسة اجتماعية ينخرطون فيها، و ينضمون فيه وقت فراغهم، هذا بالإضافة إلى ما وفرته شركة (أرامكو السعودية)لبعض متقاعديها من خدمات ولقاءات سنوية ما قبل وبعد التقاعد، تقديراً لجهودهم و عطاء اتهم خلال السنوات الماضية. لكن ما خفي تحت مجهر المتقاعدين هو معاناة الجانب الآخر و أقصد به النساء (زوجات بعض المتقاعدين) إن لم يكن أكثرهم ممن لم يجدوا لهم فرصة عمل ينشغلون بها بعد التقاعد، و ما يعايشون من مشاكل.
(الوطن) التقت ببعضهن للتعرف على حجم معاناتهن.
تقول أم أحمد:”التقاعد أقلق راحتنا و حرمنا من النوم ومتعة اللقاء بالصديقات، فبعد أن كنت أستيقظ في العاشرة صباحا، بدأت استيقظ في الخامسة فزوجي مازال متقيداً بنظام أرامكو يستيقظ مبكراً و يوقظني لعمل الإفطار ويلزمني بتناوله معه، حرمني من جلسات الضحى مع الجيران، الذي يزعجني أكثر أنه يلزم الجميع أن يخلدوا للنوم في تمام الساعة التاسعة مساء. ” و تقول أم جميل: “زوجي تقاعد و أصبح (رادارا)في البيت لا هم له إلا مراقبتي، وتصيد أخطائي في كل صغيرة وكبيرة، حتى أمور المطبخ يتدخل فيها، فهذا الإناء غير نظيف، وذالك يجب الاستغناء عنه، والأرز لم ينضج بعد، أنت لست ماهرة في الطبخ.الخ. وينقضي اليوم ونحن في شجار”. أما أم عيسى فتقول “حصل زوجي على تقاعد مبكر وأحس بعده بفراغ كبير في حياته، فانضم للعمل التطوعي في إحدى الجمعيات الخيرية، وهو عضو أساسي فيها، كما أنه عضو في نادي المتقاعدين، يمارس رياضة الجري و السباحة، واللقاء مع الناس.فوقته دائماً معهم فأثر ذلك على خروجنا مع الأولاد”.زوجي مهووس صحياً

وتقول (أم، س)” تقاعد زوجي و أصيب بالهوس الصحي، فأقل نزلة برد تعرض لها يصاب بالخوف و القلق، فلا عمل لدية الإزيارة المستشفيات، و المشكلة أنه لا يطمئن للتعامل مع مستشفى واحد، حتى الإجازة السنوية قرر فيها إلى (تشيكوسلوفاكيا) من أجل أن يطمئن على نفسه، فلا أدري إلى متى أعيش معه هذه الدوامة”.
أما(أم، ز) فتتأوه قائلة و بكل ألم:”التقاعد نقمة وليس نعمة فمنذ أن تقاعد زوجي وهو لا هم له إلا السفر وحده، و التنقل من مكان إلى آخر بين الهند و الفلبين ودول شرق آسيا، و بعد مرور ثلاث سنوات اكتشفت أنه متزوج ولديه أولاد، وأن كل الأموال التي حصل عليها صرفت بلا رجعة”.
والتقت (الوطن)بالأخصائي الاجتماعي بمستشفى صفوى النموذجي محمد عون آلمبارك الذي تحدث حول هذا الموضوع، وقال:”هناك ظواهر سلبية يتعرض لها بعض المتقاعدين نتيجة التوقف عن العمل، وذلك لأن العمل يربط و يحيطه بجو من الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية الأخرى، وبعد التقاعد يشعر الشخص بهذا الفراغ، ونتيجة لذلك يتعرض للكآبة والملل فينعكس ذلك على سلوكه الخارجي وفي تعامله مع الآخرين، لذلك يجب التفكير الجاد من التقاعد نفسه بإيجاد برامج يستطيع أن يقضي الوقت من خلالها. مثل متابعة برامج الراديو، وممارسة الرياضة، والتردد على الديوانيات والمجالس، وزيارة بعض الأسواق، وصلة الرحم وكلها فرص تتيح له قضاء الوقت. وكذلك الأسرة يجب أن تتفهم الوضع وتتعاون مع المتقاعد وتساعده، فالزوجة يجب أن تحترم رغبات زوجها في هذه الفترة، و الأولاد يجب أن يكونوا قريبين من والدهم أكثر من أي وقت مضى ليؤنسوا وحدته، ويحيطوه بالرعاية والاهتمام.

—–

الوطن (67) السنة الأولى 

أضف تعليقاً