أ . عالية فريد >> مقالات


أجراء غير نظامي يستهدف سد العجز في ميزانية التوجيه والمندوبية

11 ديسمبر 2000 - أ . عالية فريد

صيانة وتوفير متطلبات مدارس البنات من جيوب المعلمات
كثيرا ما نسمع عن الجاهزية والاستعداد التي تقوم بها رئاسة تعليم البنات لاستقبال العام الدراسي الجديد, وما تنفقه من مبالغ طائلة في صيانة المدارس وعمل الإصلاحات اللازمة, ولكن الواقع يؤكد غير ذلك, فأكثر المعلمات متذمرات من إلزامهن بدفع تكاليف صيانة بعض الأشياء داخل المدارس, ويطالبن رئاسة تعليم البنات بعدم إرهاق جيوبهن.
وأكدن إن إدارات المدارس تجبرهن على إصلاح المكيفات مرة أو أجراء الصيانة مرة أخرى, أو تبديل صبغ المدرسة ومساعدة عمال النظافة مرة ثالثة أو شراء سجلات أو إصلاح طاولات ومقاعد مرة رابعة وليست أخيرة.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها (الوطن) فان إدارة تعليم البنات بالشرقية باتت تشكل ضغطا على بعض المدارس لجمع تبرعات من أولياء الأمور لسد ما تحتاج إليه من نواقص وأغراض أخرى.إجراء غير رسمي

وقد التقت (الوطن) بمجموعة من المعلمات في مدارس متعددة بالشرقية للحديث عن همومهن حيث أكدن إن مديرة المدرسة تطلب منهن بعض الأموال بشكل إجباري من جانبها للأنفاق على الخدمات المدرسية في اغلب الأحيان. وأضفن إن هذا الأجراء لا يكون بشكل رسمي من قبل الرئاسة وخاصة أيام المناسبات كيوم الشجرة و عيد المعلم و ما شابه ذلك.
و قالت المعلمات إننا ندفع بطيب نفس مادام ذلك يخدم الصالح العام, ويرفع من مستوى الطالبات و المدرسة. و أوضحن انه قبل فترة احتاجت المدرسة إلى جهاز كمبيوتر, فتطلبت منا الإدارة أن ندفع 250 ريالا, وتدفع المديرة 500 ريال مساهمة منها معنا. ولكننا فوجئنا بعد ذلك بحظر استخدام هذا الجهاز حتى بالنسبة للإداريات في المدرسة. وتبين إن المديرة كانت توهمنا بأنها تدفع من جبيها الخاص مشاركة معنا على اعتبار إننا أسرة واحدة في المدرسة, لكننا اكتشفنا إن كل مساهماتها تسحبها من ميزانية المقصف.

و تساءلت أحدى المعلمات:

لماذ نخرج من بيوتنا و نبذل الجهد و التعب وثلث الراتب يذهب لمطالب الإدارة والمدرسة؟ وأكدت إنها تدفع حوالي 1200 ريال شهريا من راتبها لمتطلبات المدرسة.

المأخوذ بسيف الحياء حرام

و تقول معلمة أخرى أن لدفع ليس إجباريا, ولكنني اضطر للدفع لان المديرة تعامل من تدفع لها معاملة خاصة لا تحظى لها من لا تدفع, فتقدم لهن شهادات التقدير و تحسن تقييمهن لمركز التوجيه. ولكن المشكلة انه ليس في مقدور الكل أن يدفع فالمأخوذ حياء كالمأخوذ غصبا.

وتقول مجموعة أخرى:

طالبنا بإصلاح بعض المكيفات دون جدوى, بعد أن أنهكت حرارة الصيف طاقتنا, وقدمنا مجمعة من الاحتجاجات ولكن بلا فائدة, فاشتركنا نحن المعلمات و اشترينا جهاز تكييف, ومع ذلك فالمديرة تجبرنا على أن ندفع لتنشيط الأنظمة اللامنهجية وإحياء مناسبة يوم التوعية(لا.. للمخدرات) بناء على تعميم من الرئاسة أو مكتب التوجيه. كما تطالبنا أحيانا بدفع أموال لعمل صيانة وشراء أجهزة, ونفا جاء بعدها بان المديرة تعمل على صيانة مكتبها وتأثيث غرفتها, وذلك من اجل أن تتباهى بين زميلاتها من مشرفات التوجيه, وطبعا كل ذلك على حساب جهودنا و أموالنا.

سد احتياجات التوجيه والمندوبية و تقول مجموعة أخرى من المعلمات:

مطالب المدرسة لا تنتهي, فنحن قمنا بتشكيل مجلس إداري تساهم فيه إدارة المدرسة مع المعلمات لعمل صيانة و ترميم و توفير كل ما تحتاج إليه المدرسة, لان ميزانية التوجيه و المندوبية ضعيفة, والرئاسة تطالبهما(التوجيه والمندوبية) بتسديد حاجياتهما من المدارس التي يشرفا عليها, فيسحبان منا مبلغ 2000 ريال شهريا لكل منهما تحت مسمى (خدمات مدرسية) الأمر الذي يؤثر بدوره على الميزانية, فنحن بحاجة دوما إلى عمل صيانة و تصليح أجهزة وآلات, وشراء جوائز نقدمها في المناسبات..الخ.
و أكدت المعلمات أنهن لا يمانعن في المساهمة من جيوبهن من اجل الرقي بمستوى المدرسة, ولكنهن طالبن بان تتكفل المدارس بنفسها, وعدم إلزامهن بدفع مبالغ لأي جهة أخرى.

—–

الوطن (73) السنة الأولى 

أضف تعليقاً