أ . عالية فريد >> مقالات


يبحثن عن روج أحلام وظلال لطيفة و مونكير ديانا

20 مايو 2001 - أ . عالية فريد

السعوديات يستهلكن 1299 طنا من أحمر الشفاه و الأصباغ و المطليات و المزيلات و المستحضرات سنويا

تشكل مجتمعاتنا الخليجية سوقا استهلاكية مغرية تسعى كل جهة منتجة لأخذ حصتها منها، وذلك لتوفر السيوله المالية فيها، و لسهولة التأثير على أنماط الحياة المعيشية للمجتمع، لا سيما على المرآة و التي أصبح الاعتناء بمظهرها الخارجي ظاهرة تسوقها وسائل الأعلام، فتنافس النساء على أدوات التجميل بات ملفتا للنظر، و لم تعد الزوجة تتزين لزوجها فقط و في حدود المسموح بها، بل تستخدم الزينة المبالغ فيها لصديقاتها و زميلاتها في العمل و في مناسبات الزواج و في اجتماعات الأهل و حتى في الخروج للنزهة أو السوق.

ولقد القينا نظرة سريعة على بعض الأرقام المتوفرة عن النشاط الاستهلاكي في المجتمع خاصة ول بعض السلع الكمالية لأدراكنا الأهمية التي توليها الجهات المنتجة و المصنعة للتسويق في مجتمعاتنا، كما تبين لنا دلالات التوجه الاستهلاكي للمرآة بشكل خاص.
فقد أظهرت دراسة إن إنفاق المستهلك الخليجي على العطور و مستحظرات التجميل يعتبر من أعلى معدلات الاستهلاك في العالم. و قدرت حجم واردات مجلس التعاون الخليجي منها بنحو 817مليون دولار سنه 95م. و أشارة الدراسة التي أعدها مصرف الإمارات الصناعي إلى أن دول الخليج استوردت سنة 95م نحو 190 ألف طن من العطور و مواد التجميل إلى جانب إنتاجها المحلي 65ألف طن قيمة واردات السعودية منها 250مليون دولار و الإمارات 190 مليون دولار.

و لاحظت الدراسة تزايد استهلاك العطور و مستحضرات التجميل بصورة مطردة مع ارتفاع مستويات المعيشة، و أتساع القاعدة الإجتماعية للفئات ذات الدخل المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي. و خلال عام 1995م استهلكت النساء في السعودية 538طناً من احمر الشفاه و 43طناً طلاء الأظافر، و 41طناً من مزيلات هذا الطلاء و 232طنا من مستحضرات تجميل العيون و 445طنا من أصباغ الشعر. تحدث”للوطن” حبيب المرهون -خبير تجميل لأكثر من خمس عشر عاما- وصاحب معرض لبيع أدوات التجميل، حول مبيعاته فقال بإن الإقبال على شراء مستحضرات التجميل و المكياج في السابق ظل محدودا حتى في المواسم و المناسبات، أما اليوم فهنالك زيادة في الطلب طول العام و خاصة بعد انتشار القنوات الفضائية و ظهور صرعات البنات على المكياج، فأكثر الطلب على احمر الشفاه و ظلال العيون، و ما يفاجئني أكثر بحث الطالبات عن روج أحلام، وظلال لطيفة، و إكسسوارات نوال الزغبي، و مناكير دينا حداد مما جعلني أحرص على توفي الطلب قبل الحاجة إلية.

و يضيف إلى أن متوسط استهلاك طالبة الثانوية و المتوسطة يصل إلى 400 ريال شهريا، و استهلاك طالبة الجامعات يتراوح من 700 إلى 1000 ريال شهريا، و أكثر الأحيان تصرف مكافئة الجامعة كلها في الحصول على الجديد من هذه المستحضرات.

و حول القاعدة الشرعية لاستخدام الزينة يشير الشيخ عبد اللطيف المحمود -البحرين- بأنه لا يجوز صرف الأموال الطائله في أدوات الزينة، فالله سبحانه لا يحب المسرفين، و القواعد الشرعية في القرآن الكريم تحث على ذلك، وهي تنطبق على الحياة المسلم عامة في مأكله وملبسه و شربه و زينته كما تشمل تصرفاته.

و يؤكد أسامة بحري مدير معرض إحدى محلات -قزاز- بالخبر، بأن طالبات الجامعة هم الأكثر طلبا لأدوات التجميل، وأن المعدل الطبيعي للعروسة في حدود 2000ريال في استهلاك هذه المواد.

وعن الإفراط في استخدام المكياج التقت الوطن بأخصائي الأمراض الجلدية هشام رمضان-جامعة القاهرة- يعمل في مستوصف التعافي رأس تنورة. و أشار إلى أن أغلب هذه المساحيق مواد كيمائية تؤثر على البشرة فتسبب الالتهابات و الحساسية بالذات إذا كانت معطرة، كما إنها تثير طبقة الجلد الحساسة في الوجه فتشير الحبوب و البقع و تزيد نسبة الشعر في الوجه.

—–

الوطن (233) السنة الأولى 

أضف تعليقاً