أ . عالية فريد >> مقالات


التشكيلية زهرة بو علي في محاضرة تربوية, الاهتمام بفن الطفل ينمي ثقته في نفسه

29 يونيو 2001 - أ . عالية فريد

استعرضت الفنانة التشكيلية زهرة بو علي من خلال محاضرة أقيمت على مسرح مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف الأسبوع الماضي مرئياتها بشان كيفية الوصول إلى مرحلة الإبداع موضحة إن مرحلة الإبداع بحاجة إلى تجربة تراكمية غنية و انه كلما كانت السن مبكرة قلت نسبة القيود الداخلية لدى الإنسان و التي تشكل في خياله الإبداعي و حسه الفني و انطلاقة و هذا ما نحتاج إليه لاكتشاف ألذات الإبداعية لدى الأطفال.وإضافة إن الخطوة هي الإفصاح الصادق عن مكنوناته الداخلية التي يعبر عنها الطفل من خلال ريشته السحرية و عما يدور في نفسه من خلجات و أفكار يصوغها إلى صور أبداعية رائعة و يصاحب ذلك تطوير لمهارات التقنية. وقدمت بوعلي خلال المحاضرة عرضا لشرائح فلمية من خلال ” بروجكتر” ضمت أربعين لوحة ملونة من أعمال طالبات تتراوح أعمارهن ما بين 8-12 عاما وذلك من خلال تجربتها التي بدأتها معهن منذ قرابة أربع سنوات. وتطرقت إلى أهمية التجربة و ما أفرزته من مواهب أبداعية لطاقات فنية جديدة تضاف إلى رصيد الساحة التشكيلية إذ ما توفرت الرعاية والاهتمام. وسلطت الضوء على أهم معوقات الإبداع التي تقف حائلا دون تنمية المواهب الفنية لدى حديثي السن من الموهوبين ممثلة في ضعف الثقة بالنفس و ترديد عبارة لا اعرف, لا اقدر, و كيف اعمل فضلا عن الاعتماد على مجهود الكبار في رسم اللوحة والصورة التي يختار الطفل و حصر دورها في التلوين فقط, فالطالبة ترسم و تلون و تبدع, لكن جهدها ضائع لأنها ترسل اللوحة إلى فنان أو خطاط خارج المدرسة و هذا بمرور الوقت يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس إلى جانب قبول مبدأ التزييف في الفن وذلك بوضع الأسماء على رسومات لإفراد آخرين وفرض مفردات فنية محددة على الأطفال لدرجة إعاقة قدرتهم على الانطلاق والإبداع, وتردد بعض الأطفال و خوفهم على اتساخ الملابس التفاعل مع الألوان أو اتساخ المكان مما يعيق استمتاعهم و بالتالي يحد من نمو خيالهم الفني وتطوير أدواته. و أكدت زهرة بوعلي على أهمية دور الأسرة في تهيئة الأجواء المناسبة للطفل الموهوب و توفير مكان خاص في المنزل لممارسة النشاط الفني وللقراءة و الهدوء و التأمل. وحول اهتمام المجتمع بفن الطفل أوضحت إن فن الطفل أصبح يحظى باهتمام أكثر من السابق فهناك عدة برامج نوعية في هذا الاتجاه تشرف عليها بعض الجهات المهتمة بهذا الفن, إلا انه لا يزال بحاجة للتوعية بأهمية هذا الفن, إلا انه لا يزال بحاجة إلى إقامة معارض تشكيلية دورية لرعاية هذه المواهب و مساعدتها على الاستمرار. و أضافت بان التجربة أسعدتها و منحتها فرصة لإيصال هذا الفن إلى أجيال قادمة مؤكدة إن لدينا المواهب والامكانات التي بالامكان رعايتها و تقديمها للمجتمع والعالم بكل فخر واعتزاز.

—–

الوطن (273) السنة الأولى 

أضف تعليقاً