أ . عالية فريد >> حديث الشهر


التعايش السلمي .. وإستقرار مجتمعاتنا

1 أبريل 2010 - أ . عالية فريد

التعايش السلمي .. وإستقرار مجتمعاتنا

 
في ظل الإنتعاش الفكري والثقافي التي تشهده مجتمعاتنا الخليجية مؤخرا ، ووفقا لمتطلبات المرحلة الآنية والمتغيرات السريعة التي تفرض وجودها وتلقي بظلالها على الواقع الإنساني ، هناك ما أراه أكثر إلحاحا لاسيما هذه الفترة ، فالحراك الإجتماعي  الذي تشهده الساحة الخليجية عامة و المملكة العربية السعودية خاصة بين النخب المختلفة بمرجعياتها “الثقافية  والدينية والفكرية ” في مختلف المناطق  ، من الطبيعي  أن ينعكس ذلك بدوره سلبا أو إيجابا على الإستقرار المجتمعي .
كما أن طبيعة الأنشطة الإجتماعية والبرامج الثقافية  والفعاليات المختلفة التي تقوم بها المجموعات أو المنتديات  أوالمجالس أو  الديوانيات و ما يترتب عليها من تنافس أو تعاون بلا شك إنه ليدعم هذا الإستقرار .
ولكون مجتمعنا السعودي ثري بتعدده  وتنوع ثقافاته ، هو بحاجة إلى أن ينتظم طبقا لهذه المكونات التي تمتد على كامل مناطقه من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها  ، مما يعني ضرورة خلق تماسك إجتماعي قائم على أساس من التعايش السلمي الحقيقي الذي ينظم العلاقة بين أبناء الوطن الواحد .
فالتعايش السلمي ليس شعارا يرفع أو مقولات تردد ، إنه حراكا متواصلا يسعى لتحقيق إستقرارا إجتماعيا ثابتا  تتجاوب معه مختلف أطياف المجتمع السعودي.
وتأكيدا لهذا المبدأ وددت الإشارة إلى  مايلي :
1- إن الأصل في الحياة هو الإختلاف وتبادل الآراء والتفاهم والعيش المشترك ، ونحن كأفراد يجمعنا إقليم واحد وأيدلوجية واحدة وقواسم إيجابية مشتركة يجب أن نكون أشد حرصا من غيرنا على تحقيق هذا التعايش ، و إلى العمل نحو تدعيم الوحدة الوطنية وتعزيز الإمن والإستقرار في مجتمعاتنا ،  لأننا جميعنا شركاء في الوطن علينا الإعتراف والإنفتاح كل منا على الآخر ، وما هذه البوادر في اللقاء والمناقشة والحوار عبر المنتديات ماهي إلا خطوة في الطريق السليم  سبقتها خطوات ، إني أشد على هذه الأيدي والسواعد ، وأعزز روح التواصل التي تجعلنا نلتقي من أجل أن نرتقي  بعيدا عن الصراعات العصبية ، وبمنأى عن دوامة  الصدامات الطائفية  لأنها لن تأتي لنا بجديد ، بل سوف تسرق منا الوقت والجهد الذي يجب أن نصرفه فيما هو أجدر وأهم من قضايا وهموم  لها إرتباط  بواقعنا ومستقبل أوطاننا وأبنائنا .

2- لايمكننا أن ننظر إلى ظاهرة التعايش السلمي بمعزل عن الدور المركزي الوسطي التي قامت به الدولة فجهود مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني  خيرداعم للتواصل والتلاقي بين النخب الواعية وتعزيزه لأواصر الوحدة والمحبة بين مكونات المجتمع السعودي ، لذا يجب أن ينطلق التعايش بين الناس إبتداء من الثقة والاحترام المتبادلين, ومن الرغبة و التعاون لخير الإنسانية والوطن .

3- نظرا للتشنجات العصبية  الطائفية والنزعات الداخلية  التي مرت بها مجتمعاتنا  ، لا يستطيع أحد  أن يزايد علينا في ثوابتنا ومعتقداتنا التي تدعو للعفو والعدل والتسامح  ، ولايتسنى لأحد أن يشككنا في إنتمائنا لأوطاننا   ، وإن الواجب الإنساني والأخلاقي والوطني الذي يجمعنا في نفس الوقت يدعونا هذا اليوم ، للعمل على إرساء ثقافة السلم والتسامح والسلام  ، و يحتم علينا تدعيم علاقاتنا بالتعاون  والخروج من دائرة التقوقع والتطرف والفئوية إلى دائرة الإنسانية والحضارة ، نحو التعددية والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان والتعايش السلمي  في رحاب الوطن الكبير ، وحفاظا على وحدته  وتقدمه والدفاع عنه من كيد الفاسدين والمعتدين . 

أضف تعليقاً