أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


نساء القطيف يتجهن لدراسة الفلك وعلم النجوم

10 أغسطس 2005 - عقيلة آل حريز

لم تكتف المرأة في القطيف بما وصلت له من دراسة سواء كانت ثانوية أو جامعية ولم تكتف بمواكبتها لدراسة التطورات المستحدثة مع ظهور مختلف الدورات والأنشطة المتعددة ما بين دراسة اللغة والحاسب الآلي وفنون الرسم والأشغال اليدوية كالتطريز ودورات الحناء فقط، بل راحت تتخطاها مستطلعة آفاقا أخرى أكثر عمقاً وشمولاً وحداثة وفائدة، فبدأت خطواتها بجدية أكثر لدراسة كل ما هو جديد ومتميز وإن بدا أنه مجال مختلف وصعب أو مطروق من جنس الرجل فقط،وذلك لإيمانها التام بأن العلم لا يقف عند حدود معينة ولا هو قصر على فئة أو جنس معين فما إن افتتح لها المجال لدراسة علم فيه الكثير من المتعة والفائدة والتـــعريف بقــدرة الله تعالى ( كعلم الفلك) عن طريق جمعية الفلك بالقطيف حتى راحت مسرعة تنتظم في سلك الملتحقين به تبحث عن المعرفة تقودها الرغبة ويحرسها الإيمان وتسلحها الإرادة.علم الفلك فطري

البداية كانت مع (أنور آل محمد) رئيس ومؤسس جمعية الفلك بالقطيف وقال ان الجمعية لا تزال ذات جهود فردية أهلية وهي بصدد محاولة الالتحاق بقسم الفلك بجامعة الملك عبد العزيز لإنشاء جمعية فلك سعودية، والجمعية ذات طابع علمي ومنشأها في (الأوجام) غرب مدينة القطيف وأشار آل محمد إلى أن الاهتمام بعلم الفلك موضوع فطري عند أكثرية الناس في كل البلدان كما أضاف ان للجمعية إسهامات وأنشطة مختلفة لرصد الأهلة والظواهر الفلكية كما أن لها مشاركات متعددة مع جمعية الفلك الأردنية والاتحاد العربي للفلك وكذلك اتصال بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتتلقى الجمعية العديد من الدعوات لحضور المؤتمرات والأنشطة كاللقاء الفلكي السعودي الأول المنعقد بالرياض والمؤتمر الإسلامي الفلكي بالأردن كما تلقت دعوات في سوريا والكويت والجزائر، وللجمعية موقع ومنتدى فلكي عربي يعتبر الأول مما زاد التواصل بينها وبين العديد من المؤسسات المعنية كالاتحاد العربي لعلوم الفضاء الذي اعتبر ان الجمعية ممثلة له في المنطقة، ومن ناحية الدورات فقد لاقت إقبالاً كبيرا عليها لذا فكرت الجمعية في عقد دورات نسائية خاصة لها، وفعلاً حققت تفاعلا نسائيا جيدا معها ومن مختلف المناطق كالقطيف وتبوك والأحساء والدمام والرياض أيضاً وفي هذا الأمر ما يعطينا انطباعا عن أهمية العلم للدارسين في مختلف المجالات.

قدرة الله في الكون

إحدى الدارسات لدورة الفلك في الجمعية (فاطمة محفوظ) والحاصلة على بكالوريوس فيزياء وتدرس حالياً ماجستير في جامعة الملك سعود بالرياض تقول انها درست من قبل دورة لغة إنجليزية وبالنسبة للحاسب فهي ملمة به كما أنها ذكرت أسباب اتجاهها لدراسة علم الفلك بأن مرجع ذلك هو الإيمان بوجود الله تعالى وزيادة ليقين الفرد بقدرته، فحركة المجرات والكواكب والمجموعات الكونية والأبراج والحالات النجمية تبدو مختلفة عن مشاهدة الأفلام الوثائقية فهي تعرف الإنسان بمدى القدرة الإلهية العظيمة، كذلك يضيف هذا العلم للإنسان معرفة بطرق رصد الهلال وأوقاته وتقول فاطمة انها قد أضافت لنفسها الكثير بدراستها لهذا العلم الجديد والذي عمق دراستها للفيزياء، وترى أيضاً بأن هذا العلم جديد في المنطقة وليس من الضروري أن يدرس الإنسان العلم لغرض وظيفي كدورات اللغة والحاسب فكل ما يتعلمه المرء في حياته يستفيد منه وهي سعيدة بدراستها لما هو جديد وكذلك لكونه مجالا لم يطرقه الكثيرون بعد وتعتقد بأن المرأة في القطيف طموحة لمواكبة وتعلم كل ما هو جديد دوماً.

الفضول وحب الاستطلاع

ومن جهتها (سلمى الطويلب) طالبة بكالوريس تمريض السنة الأولى بالرياض تقول درست من قبل دورة فنون الرسم وكان اتجاهها لدراسة الفلك حب استطلاع وفضول لمعرفة أسرار هذا العلم الجديد وقد سمعت به عن طريق الإعلان في الإنترنت وأعجبتها الفكرة وتضيف بأنها اكتسبت خبرة في خطوط الفلك وأسماء النجوم وتحديد بدايات الأشهر ونهاياتها وأوقات الأهلة والأعياد وقالت بأن الفكرة جديدة ومتنوعة في المنطقة وتتوقع لها إقبال وتطور مستقبلي إذا توسعت وزادت عدد أيام الدورة فقد درستها في مدة خمسة أيام وقد عبرت عن مدى الإضافة والمتعة التي جنتها هي وزميلاتها أثناء أخذهن للدورة رغم قصر مدتها.

لا تقتصر على الرجال فقط

واما (نورية أم حسين) سيدة وأم لأربعة أولاد و3 بنات بعضهم متزوج ولديه أولاد فقد رأت أن دراسة هذا العلم حق من حقوق المرأة ففيه اتجاه للتدبر في النجوم و حين يتعمق الإنسان فيها يزيد إيمانه بعظمة الله تعالى﴿ وإن من شئ إلا يسبح بحمده ﴾ وقالت إنها قد أضافت الكثير لنفسها بطرق هذا الباب فظواهر علمية كثيرة يراها الإنسان دون أن يفهمها خصوصاً مواقيت الأهلة، وأنواعها وبداية الشهر القمري كلها لم نكن نعرفها وقد وسعت مداركنا في الكون وتقول بأنها الآن لو كانت في الصحراء فيمكنها أن تعرف المدارات وتفهمها بمجرد النظر في السماء وقالت ان هذا الأمر أعطاها شعورا مختلفا ومميزا لكونها طرقت بابه، ولا ترى (أم حسين) أن في الأمر ما يجعل المرأة تمتنع من دخول هذا المجال طالما كانت بحجابها وليس من المفترض أن تقتصر هذه العلوم على الرجال فحسب فالمرأة تحتاج للدعم والأنشطة المختلفة فهي قادرة على التعلم والإبداع في شتى المجالات فباب العلم مفتوح للجميع وأضافت بأن المرأة القطيفية تطمح دوماً للقيام بما هو جديد رغم قصر الإمكانيات والأنشطة المتاحة لكنها كما قالت تظل تحفر في الصخر لتثبت جدارتها في كل المجالات و تتناول الجديد دوماً.

زيادة الايمان

بالنسبة (لزبيدة المؤمن ) من الأحساء والساكنة حالياً بالدمام وهي خريجة مختبرات من جامعة الفيصل وتستعد هذا العام لتطبيق الامتياز، فقد أعربت لنا عن سعادتها بدراستها لمجال جديد تحبه منذ الصغر تقول زبيدة انها قد درست من قبل عدة دورات في اللغة والرياضة وكذلك دورات دينية متعددة وقد سمعت عن الجمعية من إحدى زميلاتها وكانت متحمسة لدراستها للغاية فهي قد لمست مدى عظمة الخالق ومدى ضآلة الإنسان أمامه وتقول انها كانت دورة ممتعة للغاية تجعل الإنسان يتفكر في عبادة الله كما أضافت بأنها ومن خلال الدورة قد استفادت منها بتصحيح معلوماتها الخاطئة وكذلك إضافة معلومات جديدة كما أنها وصفت الدورة بأنها راقية جداً، وتمنت لو كانت مدتها أطول ولو كثف الإعلان عنها ليستفيد منها البقية كما أضافت انها ومن خلال دراستها لها تشعر بالتميز عن غيرها، ورغم المسافة التي كانت تقطعها ما بين مسكنها وبين مقر الدورة لكنها كانت على استعداد لدراستها ولو تضاعفت المسافة فقط للإضافة والمتعة التي جنتها منها، كما أشارت إلى أن أحد الملتحقات بالدورة من تبوك ومع ذلك جاءت لدراستها برغم بعد المسافة وتتمنى كذلك أن يتكرر طرح مثل هذه الدورات في مناطق عدة لتستفيد منها المرأة كمجال جديد وفيه الكثير من التميز والفائدة.

أضف تعليقاً