أ . عالية فريد >> مشاركات


..فضل عدم ذكر اسمه

11 يونيو 2010 - جريدة عكاظ

..فضل عدم ذكر اسمه

د. سعيد السريحي

خمسون محاميا من مختلف المناطق يعتزمون تقديم طلب إلى المجلس الأعلى للقضاء ووزارة العدل يطلبون فيه النظر في المضايقات التي يتعرضون لها من القضاة في المحاكم، أحد هؤلاء المحامين قال إن بعض المحامين يتعرضون للشتم والطرد من الجلسة، هذا المحامي الوحيد الذي تحدث من بين الخمسين محاميا وضرب أمثلة على المضايقات فضل عدم ذكر اسمه، جريا على عادة كثير من الذين يفضلون الحديث للصحافة من وراء حجاب، وتضطر الصحافة إلى الاستفادة مما يتحدثون به، مانحة إياهم الحق في إخفاء أسمائهم لأسباب هم وحدهم الأعلم بها دون سواهم.

وإذا كان بعض الذين يتحدثون للصحافة يخافون من لوم رسمي أو شبه رسمي يلحق بهم إن هم أفصحوا عن أسمائهم، أو كان بعض هؤلاء يجهلون أن النظام كفيل بحمايتهم حتى وإن كتبت أسماؤهم بالبنط العريض أمام ما يقولونه، ما داموا صادقين فيما يقولون أمناء فيما يتحدثون به، إذا كان ذلك كذلك فما الذي يجعل محاميا يفضل عدم ذكر اسمه، وهو الذي من المفترض فيه أنه يعرف ما له من حقوق، ويعرف كذلك أن النظام يكفل حمايته من أية مساءلة قد يتعرض لها؟

هذا المحامي الذي تستدعي مهمته كمحامٍ أن يواجه اتهامات الادعاء العام ضد المدعى عليهم، وأن يناقش القضاة فيما يصدرونه من أحكام، وأن يتبنى طعن المتهم في الحكم ويرفع بالطعن إلى التمييز لم يستطع أن ينج من ثقافة اجتماعية سائدة تتسم بالعجز عن المواجهة، وتفضل التواري خلف جدار من حب السلامة لا أساس له، ولا يرتكز على مخاوف حقيقية، ولا يوفر لصاحبه غير طمأنينة لا يشوبها إلا الجبن، ولا يعكر صفوها غير الاستسلام لأوهام تحول بينه وبين ضرورة أن يجهر برأيه منسوبا إليه يمتلك حق الدفاع عنه، كما يمتلك فضيلة إعلانه دون مواربة أو تستر وراء جملة «فضل عدم ذكر اسمه».

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100606/Con20100606354580.htm

 

أضف تعليقاً