أ . عالية فريد >> حديث الشهر


عندما تتضاعف الثقة وتكبر الآمال

6 ديسمبر 2010 - أ . عالية فريد

عندما تتضاعف الثقة وتكبر الآمال

عالية آل فريد 

في ظلِّ تزايد الشعورِ بالحاجةِ الملحةِ للتقاربِ وإشاعةِ ثقافةِ الانفتاح والاندماج والأخوّة الوطنيةِ المبنيةِ على أساسِ معرفةِ الآخرِ والثقةِ بهِ، وتعزيزَا لمنهج الحوار والتواصلِ بنوعيهِ العامِ والمؤسسي المنظم،

ومد جسور العلاقة المتبادلة بين القيادة والشعب، إحتفت محافظة القطيف بمقدم سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبد العزيز ال سعود وبلا شك كان لهذه الزيارة تأثيرها الكبير في إشاعة أجواء الألفة والمحبة وتعزيز أواصر الثقة المتبادلة واذابة حواجز الجليد المصطنعة بين أفراد المجتمع وفئاته،وكعادتهم رسم أهالي القطيف صورة إنطباعية جميلة من التألق في حفاوتهم وترحابهم وشفافيتهم المعهودة بإبراز أثمن مالديهم من فكر وثقافة وأدب وتراث حضاري عريق شهد به القاصي والداني.

 

فسمو الأميرة عادلة هي إبنة مليكهم المحبوب، وهي التي عرف عنها بتواضعها وسمو أخلاقها وبمبادراتها التطوعية وإسهاماتها في خدمة ودعم المشاريع النسوية وسعيها الحثيث لتمكين المرأة السعودية، ناهيك عن اهتماماتها الإنسانية بمساعدة الأسر محدودي الدخل والأسر المنتجة وإهتمامها بتطوير إمكانات المرأة وكفاءاتها، ودعمها المتواصل للكثير من الأعمال والمشاريع التطوعية.

تسامح سمو الأميرة وإختلاطها بالناس عن قرب ومشاركتها هموم المواطنين وإستماعها لمشاكلهم بود وحميمية وعرفان جسد حقيقة مانقل عنها على أرض الواقع، فقد شاركت المواطنين فرحتهم في مهرجان العيد، وتبادلت التحايا معهم تسلم على الكبير وتنحني للصغير وتنصت للجميع بلا إستتثاء بعيدا عن البروتوكولات والمجاملات الرسمية، فالوفاء تبادل بالوفاء قادما من أرض نجد إلى أرض القطيف تراءت فيه أفق المشاعر ليصل الحاضر بالقادم والتجربة بالمستقبل الواعد بالخير الكثير لأمن وأمان هذا الوطن.

كانت سعادة الناس لاتوصف وفرحتهم سادت الأجواء، والكثير منهم كان يصر على اللقاء بسمو الأميرة، وبلهفة المشتاق كانوا حريصين وملحين بالسؤال عن صحة خادم الحرمين والإطمئنان عليه، والأهالي على بساطتهم كان بعضهم يسأل هل الأميرة شكلها مثلنا تأكل مثلنا تلبس مثلنا تضحك تتعامل كما نتعامل، إحدى الإمهات كبيرة في السن ألحت علّي كثيرا في الطلب قائلة عشنا على مدى سنوات ونحن نحلم ونتمنى أن تزورنا أميرة من الأسرة الحاكمة ولم نتمكن ولاكن طلبي هذه إبنتي فتاة يتيمة منيتها أن تسلم على الأميرة هل يمكنك ذلك، وبالفعل كدت أبكي من الأثر والإنطباع الذي تركته الفتاة بين أسرتها وهي تتباهي بين صديقاتها بأنها إلتقت مع سمو الأميرة وتصافحت معها، حتى أمجد إبني الصغير ذهل كثيرا كان برفقة سموالأميرة في جولة ” سوق الخميس ” عاد والبهجة تفيض بين جوانحه من فرط السعادة متباهيا بين رفاقه وأبناء عائلته، سمعته يهاتف أحدهم قائلا قبلتني الأميرة وجلست معها هي مثلنا وليس مثل الأميرات كما نراهم في القصص وأقلام الكرتون، والكثير من المواقف إضافة للإتصالات التي إنهالت من الكثير ولا زالت تتوالى حتى بعد مغادرة سمو الأميرة مطالبين يتكرار الزيارة والإحنفاء بها في منازلهم.

إن مثل هذه الزيارة سطرها تاريخ المنطقة بعمق ليؤكد على أن الثقة لاتتراخى وأن التفاؤل لايتسرب إليه اليأس مهما كانت سماكة الجدران المصطنعة من الجهل التي يحاول أصحاب الأفكار السوداوية ودعاة الحقد والكراهية والتوجهات الإقصائية غرسها بين أبناء الوطن الواحد، فالتجربة الميدانية والتواصل مع الناس بالقرب وتلمس إحتاجاتهم هو أبسط شيء يحتاجه المواطن لأنه يسهل إتاحة الفرصة للمعرفة وتوفير المعلومة بشكل صحيح، بعيدا عن منطقِ السريةِ والحجبِ إلى منطقِ المكاشفةِ والانفتاحِ بما يكفلُ للجميعَ حريةَ التعبيرِ عن ذواتهمْ ورؤاهمْ، وهو ما يهيئ القاعدةَ الأساسيةَ للعلاقة التكاملية بين القيادة والشعب في تفعيل متطلبات عملية التنمية والشروعِ في أيِّ عملٍ وطني مؤسساتي؛ بوضع لبناتِ المجتمع المدني، ودفعِ عملياتِ الإصلاحِ الشاملة والتحولِ الحضاري وتعزيز عضد المشروع الوطني في تحقيق الوحدة الوطنية التي يسعى لها أفرادُ المجتمعِ ومؤسساتهِ بكافةِ أطيافهم وتوجهاتهم.

مع سمو الأميرة عادلة تحدثنا كثيرا وتناقشنا عن هموم المجتمع وقضايا الوطن والمواطنين التي إحتضنتها بكل رحابة صدر وأريحية قل أن أجد لها نظير، إن تلبية الدعوة ياسمو الأميرة يحمل لنا الكثير من العناوين السامية والمعاني الجميلة التي تدعوا للتسامح يا أميرة التسامح وبيننا وبينكم تتضاعف الثقة.. وتكبر الاحلام والآمال.. كما تتعاظم تجربتنا في التواصل الوطني في مضامينها وآفاقها.. معا لبناء الوطن، فالقطيف على عهدها باقية، شركاء في الوطن نتقاسم الأمل والألم..

أضف تعليقاً