أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


معوقات التغيير في العالم العربي

1 أغسطس 2011 - جريدة عكاظ

معوقات التغيير في العالم العربي

نجيب الخنيزي – « صحيفة عكاظ »

نلحظ الحضور القوي لمفردات وشعارات كانت غائبة أو مغيبة أو مشوهة على مدى سحيق من الزمن في وعي وممارسات المجتمعات والنظم العربية على حد سواء، ومن بينها وفي مقدمتها التأكيد على محورية إرادة الشعب في التغيير والحرية والعدالة، والتي يمكن اختزالها ضمن الراهن العربي في شعاري «الشعب يريد إسقاط النظام» أو «الشعب يريد إصلاح النظام» وفقا لتباين الحالات الموضوعية والذاتية السائدة في كل بلد عربي على حدة، والتي تحمل أو تستبطن في جوهرها المطالبات المتنامية التي لم تعد تحتمل التأخير أو الالتفاف والتسويف بضرورة تحقيق تغييرات ثورية جذرية أو تحولات إصلاحية عميقة ومن بينها بناء وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والمشاركة الشعبية والعدالة الاجتماعية في العالم العربي في ظل الواقع البائس المعاش على كل الصعد والمستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. تلك المفردات أخذت تكتسب شحنة سحرية قادرة على جذب وتحريك فئات واسعة ومتزايدة من الناس، وخصوصا الشباب منهم على اختلاف منحدراتهم الاجتماعية والطبقية، ومكوناتهم المهنية والتعليمية والفكرية والثقافية، في ظل ثورة معرفة واتصال وتواصل غير مسبوق. في مقدمة المعوقات أن تلك الاحتياجات والضرورات الملحة لم تصل بعد لتكون محل إجماع أو اتفاق للعمل المشترك بين النظم الحاكمة (وخصوصا الممانعة والرافضة للتغيير) والنخب السياسية، الاجتماعية، والفكرية المختلفة، في ظل تنامي القمع السلطوي وتفجر الصراعات والتناقضات التناحرية المعمدة بالدم، والمحتدمة بين العديد من النظم العربية وشعوبها، ناهيك عن مدى ترسخه لدى قطاعات سياسية وشعبية واسعة ترفض مبدئيا أو قد يغيب عنها فهم دلالات هذه المفاهيم، ظهورها، جوهرها، ودلالاتها الفلسفية والسياسية والاجتماعية التي هي ملك للبشرية وللحضارة الإنسانية على تنوعها وامتدادها الطويل، بغض النظر عن بداية ظهورها وسيرورتها وتشكلاتها ضمن بيئتها التاريخية الأصلية والبيئات الأخرى المختلفة. من هذا المنطلق فإن تحقيق الديمقراطية والحرية وآفاقها بالنسبة للمجتمعات العربية أصبحت وثيقة الصلة بحاضرها ومستقبلها في ضوء تفاقم أزمة النظم الاستبدادية الحاكمة ووصولها الى طريق مسدود، وواقعها المرير المعجون بالتبعية، الفقر، التخلف، البطالة، الغلاء، الأمية، المرض والفساد، الذي يتعمق ويمتد في أوصالها . وللحديث صلة.

أضف تعليقاً