أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


اغتصاب الصغيرات

1 أغسطس 2011 - محرر الموقع

اغتصاب الصغيرات

ريهام زامكة – « جريدة البلاد »

أصابني إحباط ودهشة شديدة بعدما قرأت فتوى تفيد أن الشريعة لا تمنع زواج غير البالغات، وأن تزويج الصغيرة دون سن البلوغ من كفء سائغ “إجماعا”، وأنه يجب على الذين ينادون بتحديد سن للزواج “أن يتقوا الله”، وألا يخالفوا شرعه!!
تبادرت إلى ذهني صورة لطفلة (عروس) تبلغ من العمر 13 عاما، ما زال عقلها الصغير لا يستوعب معنى (الزواج) ولا يتحمل مسؤوليته. وفكرت طويلا في التأثير السلبي لذلك على نفسيتها ومستقبلها وحياتها!، وسرحت بفكري وأخذت (أدندن) بيني وبين حالي (أنا المسيكينة .. أنا المظيليمة .. أنا اللي باعوني .. هلي بدينار باعوني .. بالقوة زوجوني .. عليه غصبوني) ..
لكني تداركت واستدركت حجم المأساة فصمت صمت مذهول تلعثم من هول المفاجأة!!سؤالي عن الفتوى غير المنطقية، والتي يرفض تقبلها عقل سليم، كيف من الممكن أن مثل تلك الفتاة الصغيرة تستطيع القيام بواجباتها؟
هل ستلعب دور الزوجة أم الطفلة؟ أم الاثنين معاً؟!
كيف ستستطيع التعامل مع الحمل ومع طفلها الذي ستلده، وهل ستكون قادرة على تربيته وتعليمه وتغذيته وهي لا تستطيع التمييز بين ما هو خير وما هو شر، وبين الصواب والخطأ؟ وهي التي ما زالت بحاجة إلى التربية!طبيا،
الحمل قبل سن العشرين يعتبر حملاً عالي الخطورة، لأن تكوين الفتاة الجسدي لا يكتمل قبل هذا العمر, ناهيك عن النمو العاطفي والانفعالي اللذين لا يساعدانها على تحمل مسؤوليات الزواج والأسرة،
فقد لا يتم حملها بمدته الكاملة؛ لأن جسمها لم يكتمل نموه بعد، وقد تتعرض للإجهاض المتكرر, هذا عدا المخاطر النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها الفتاة التي تتزوج قبل سن البلوغ.والفتاة في مرحلة المراهقة لا تستطيع أن تبدي رأيها في أمور حياتها الزوجية بثقة وارتياح، خاصة بعد حرمانها من التعليم وتعلم مهارات الحياة بشكلٍ عام، سواء في مجال العناية بالأسرة،
والزوج والأطفال، أم في التعامل مع محيطها الاجتماعي، والزج بها في أتون الزواج المبكر وهي ما زالت غارقة في أحلام الطفولة، مما يجعلها فريسة سهلة لتدخل الآخرين من الأهل والأقارب في حياتها الشخصية الخاصة.
إلى متى سترتكب أخطاء فادحة تعمق في مجتمعنا الجهل والخرافة؟ وإلى متى تصرون على (وأد البنات) فوق الأرض وتحتها؟!
حان الوقت لوضع حد لهذه الجريمة المستمرة بحق أطفالنا، ونتائجها المدمرة على مجتمعنا من خلال سن قوانين جديدة تحظر الزواج قبل سن البلوغ، المحدد بثماني عشرة سنة، وفي نفس الوقت تشديد العقوبات على المخالفين.
كل ذلك من أجل إنقاذ الطفولة البريئة، ومن أجل خلق جيل متعلم وسليم ونظيف خالٍ من الأمراض، قادر على بناء مجتمع سليم ومعافى وقيادته نحو التطور والتقدم.

تعليق واحد على “اغتصاب الصغيرات”

  1. عزيز علق:

    ما عدنا نرف الخطأ من الصواب

أضف تعليقاً