أ . عالية فريد >> حديث الشهر


‏ سيدتي المرشحة.. المنافسة الشريفة أولاً

6 أكتوبر 2015 - أ . عالية فريد

من المرتقب أن تلعب المرأة السعودية سواء كانت مرشحة أو ناخبة دورا كبيرا في المرحلة المقبلة التي تمثل فيها الإنتخابات علامة فارقة في بناء وتعزيز مسيرة العمل الديمقراطي في المملكة العربية السعودية. حيث من المنتظر أن تلعب المرأة دورا كبيرا في تعزيز حراك الساحة الإنتخابية لجهة المشاركة المباشرة ولجهة دفع زوجها وأبناءها إلى المشاركة بفعالية في الإنتخابات واختيار المرشح الأجدر بتمثيل مصالح المواطنين.

لقد تطور حراك المرأة السعودية بتطور دورها وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة وفي دافعيتها ووعيها بأهمية المشاركة في العمل السياسي. خاصة من خلال تجربة الجولات الإنتخابية السابقة لعضوية المجالس البلدية، فرغم إستثنائها وعدم مشاركتها لكنها أثبتت وجودها بحضورها وإصرارها على تعزيز موقعيتها، فانبرت بجولاتها عبر المراكز الإنتخابية ومتابعاتها وإجتهدت بحضور الدورات التدريبية وورش العمل وحضور الندوات والمحاضرات التي تغذي وعيها وكانت قريبة من إنتخابات مجالس الغرف التجارية ساهمت فيها وعاصرت أجوائها مستفيدة من تجارب السيدات في بلد الجوار التي أضافت لها رصيدا ينمي خبراتها.

وحرصا من المرأة السعودية على الإهتمام بالشأن العام والمسؤولية الوطنية جهدت ساعية لتقديم مطالباتها بالمشاركة في الإنتخابات المستقبلية حتى أن بعضهن رفعن في المرحلة الماضية دعاوى لدى الجهات المعنية ضد عدم إتاحة الفرصة لهن. جل هذه الأمور لايمكن تجاهلها ولعل أبرز هذه الجهود كانت مبادرة ”بلدي“ حيث تجلت فيها مشاركة المرأة على نطاق واسع في مختلف مناطق المملكة وكان مشهودا لإنجازها إضافة للمبادرات والبرامج النسائية الأخرى.

واليوم وبعد إن تحقق إقرار مشاركة المرأة ووجودها في الساحة الإنتخابية كناخبة ومرشحة، وبعد إعلان اللجنة العامة للانتخابات القائمة الأولية لقيد المرشحين التي تضمنت 61 مرشحا من الجنسين في محافظة القطيف وحدها بينهن 12 سيدة يعد مؤشرا جيدا بدلالة وجود هذا العدد للمترشحات في أول إنتخابات تخوضها المرأة في تاريخ المنطقة ناهيك عن بقية مناطق المملكة، آملة أن تفرز اللجنة الإنتخابية عددا مناسبا في قائمتها الأخيرة. إن إقبال المرأة وحرصها على المشاركة يدعوا للتفاؤل والتعويل على وجودها كعضو مجلس يلدي في تطوير واقع الخدمات في دائرتها بما يتناسب مع إزدياد قدرتها تدريجيا على تمثيل مصالح الناخبين، وإظهار كفاءة عالية في النهوض بأعمال المجلس البلدي وأعباءه جنبا الى جنب مع أخيها الرجل.

ماذا بعد إعلان أسماء المرشحين في الإنتخابات البلدية

لقد كان للمرأة دورا فاعلا لعبته في الإنتخابات البلدية سابقا ضمن الفريق الإنتخابي كداعم لوجستي إستفاد منه عضو المجلس البلدي، فكانت تقوم بتنظيم زيارات للعائلات ضمن الدائرة والترويج للمرشح التي تمثله، لكن بات اليوم وضعها مختلفا فهي تخوض ميدان التجربة ناخبة ومرشحة فمهمتها أوسع وأكبر لدعم المشاركة المجتمعية، وربما أصعب خاصة للترويج لمثيلتها المرأة، فهي تستطيع الوصول إلى مواقع تجمع السيدات وقادرة على إصطياد أي فرصة تتاح لها باللقاء معهن ومخاطبتهن بأهمية المشاركة وإختيار من يمثلهن في إيصال صوتهن وممارسة حقهن الطبيعي السياسي والمدني العام سواء في المدارس والجامعات والجمعيات أو في المؤسسات الثقافية والمدنية وغيرها.

هنا وبعد الإعلان عن الأسماء يجب أن تعكس هذه الإنتخابات مدى رقي وتقدم المرأة السعودية. بأن تسود المنافسة الأخلاقية الشريفة بين المترشحات وأن يتجنبن الإثارات والإبتعاد عن كل مامن شأنه الإساءة إلى السمعة أو التشهير. وأن يلتزمن الصبر والحكمة مقابل ما يوجه لهن من نقد أوملاحظات.

الوعي الإنتخابي ضرورة ملحة للعملية الإنتخابية

حتما أن وعي الناخب والمرشح ضرورة ملحة للعملية الإنتخابية، فالبعض يعتقد أن الوعي الإنتخابي يقتصر على الناخبين فقط، لكنها عملية مشتركة أيضا تستلزم توعية المرشح بأهمية تمثيل صوت المواطن فعليه الإلتزام بمصداقية برنامجه الإنتخابي وواقعيته في تلمس إحتياج الدائرة التي رشح فيها، ايضا هو كمرشح بحاجة إلى دعم وإلى تنمية الوعي الإنتخابي لديه تجاه المواطنين وتجاه حقوقهم واحترام أرائهم وتطلعاتهم، وبحاجة الى تثقيف نفسه وتطوير مهاراته عبر دورات تدريبية وورش عمل ومحاضرات، وعلى المرشح أيضا أن يكون متفرغا ومستعدا لحضور البرامج والندوات الخاصة بالإنتخابات والأمسيات التي تعقد لأنها تبين أهمية حرصه على المشاركة وجديته واهتمامه.

مع ملاحظة طبعا في حال كان المرشح لا أباليا ويفقتد الإهتمام بتطوير ثقافته الذاتية او لايمتلك أي دافعية للتعلم والسؤال هذا لا يعول عليه مستقبلا في وجوده في المجلس فوجوده وعدمه سيان ساعة يكون بلا جدوى وبلا فاعلية.

وعلى المرشح أن يعي دوره الرقابي فأولويات المعرفة في هذا الجانب هي القراءة والإطلاع على اللوائح والأنظمة سواء السابقة أواللاحقة لإكتشاف مكامن الخلل، حيث يكون مستعدا للإجابة على أسئلة الناخبين ويشعرهم بجديته واهتمامه، فكلما كان المرشح أكثر إطلاعا على الثقاقة السياسية والإنتخابية كلما كان أقدر على إثبات قوته الشخصية وحضوره. ولا ينسى أهمية التواصل الإجتماعي مع الناس الذي تكسبه أهمية كبرى في التعرف على الأشخاص في ايجابيتهم وتفاعلهم وملاحظاتهم.

مسؤولية الناخب وحرية الإختيار

حتى يقدم الناخب لاختيار المرشح عليه أن يدرك أولا أن الإنتخابات حق من حقوق الإنسان وهي وسيلة المجتمعات لترجمة حقوقهم التي من خلالها يتمكن المواطن من فرض إرادته ورغبته بإختيار ممثلون محليون دون أن يفرض عليه، فالإختيار حرية إرادة، وحرية رأي تعبر عن شخص الفرد بذاته، وإرادة في الإختيار قد لا تقوم على اختيار الأعلم وصاحب الشهادات أو لأن المرشح من ذوي الخبرة والكفاءة العلمية أو ويمتلك دورا اجتماعي وخبرة عملية، او صاحب جاه وثراء ومنصب، وقد لا يتم الإختيار للشخص الذي صرف أكثر من إعلانات أو صور، أو صاحب نسب وقبيلة وغيرها أمثال هذه الإمور وإن كانت لها اعتباراتها فلا تخلو منها أي انتخابات رصدت في إطاراتها العامة أو الخاصة على مستوى الدول، ولاكن الأهم هو ”البرنامج“ الذي يطرحه المرشح بقدر ما هو برنامج موزون يحمل مصداقية في ملامسة حاجة المواطنين وفي ذات الوقت قابل للتطبيق وفق الصلاحيات المتاحة بل حتى لوتم الإختيار لإنسان بسيط صاحب برنامج مقنع ومؤثر ويخدم المسؤولية الوطنية لا ضير في ذلك. فعلى الناخب تحمل المسؤولية في البحث والتمحيص واختيار المرشح الكفوء بناء على برنامجه ومقدرته على تنفيذ الوعود الإنتخابية.

وبالنسبة للمرأة كناخبة لابد من التأكيد على أن يتم إختيار المرشح وفقا لقناعاتها الشخصية وتعبيرا عن إرادتها وليس تحت تأثير أو ضغط من أب أو أخ أو صديق أو زوج أو أبن،، الخ، وما أود الإشارة اليه هنا كالتالي:

1 – أن هذه الإنتخابات تعتبر إستحقاق للمرأة يساهم في تطوير مسيرتها في الحياة العامة وحق من حقوقها ودورها لا يقتصر فقط على كونها ناخبة ومرشحة فقط، بل تكن دافعا للرجل ومحفزة له لترشيح المرأة وانتخاب المرأة فهي عنصر أساسي بناء لا يتقد م المجتمع باستثناءه وتهميشه، بل سر تقدمنا ورقينا الإنساني والحضاري والوطني يحتم علينا التعاون كمجتمع للنهوض بالتنمية التي قوامها العدل والمساواة واحترام الحق البشري فلا نبخل بتشجيع ومناصرة المرأة السعودية في مشروعها السياسي الديمقراطي.

2 – المعايير الانتخابية تختلف من دولة لأخرى ومن موقع لآخر فكل موقع له ظروفه وله طبيعة عمل تحاكيه وله مقاييسه في تقييم تجربته الإنتخابية كونها قديمة ومتجذرة وعميقة او وليدة وحديثة عهد، ونحن في بداية مرحلة حداثية جديدة قد لايتم التركيز على تطبيق كافة المعايير الإنتخابية كاملة في مشروع إنتخاب المرأة بقدر ما يهمنا في الفترة الحالية هو تمكينها والمستقبل جدير بإثبات كفاءتها وإبراز جهودها، وللمجتمع والناس حرية الإختيار الذي يرونه مناسبا.

3 – الشباب هم المستقبل الواعد وأمل الأمة حاضرها ومستقبلها، وهم السواعد القوية في التفكير والتخطيط والعمل والبناء، وهم مقياس حضارة الشعوب وتقدمها، بات الإهتمام بهم وبطموحاتهم وآمالهم ضرورة ملحة اليوم تلزمنا اليوم كمسؤولين ومهتمين أن نوفر لهم كل فرص الحياة الكريمة وتحمل المسؤولية في مختلف الحقول وشتى المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية، فلنفتح لهم الأبواب بترشيح الكفاءة منهم في هذه الإنتخابات فهم ثروة الأوطان وبهم تنتفع البلاد والعباد.

أضف تعليقاً