أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


حوار العقلاء…!

19 يونيو 2016 - محرر الموقع
حبيب محمود
الحقُّ الذي يمكن التعامل معه، من قبل عقلاء الشيعة ومجانينهم، هو حقُّ ”المواطنة“، لا أكثر، ولا أقلّ. لأن ”الحق“ الذي تعنيه هيئة كبار العلماء ”يُبيَّنُ“ منذ عقود طويلة، ويتلقاه عقلاء الشيعة ومجانينهم، من الأول الابتدائي حتى آخر سنواتِ الجامعة. ومع ذلك؛ لم يتأثر مجنونٌ ولا عاقلٌ من الشيعة بهذا ”الحق“..!

1331291221يحصل الطالب ”الشيعي“ على الدرجات كاملةً في مناهج الدين. لكنه لا يمسح على الخفّين في وضوئه، ولا يقول ”آمين“ بعد قراءة الفاتحة في الصلاة*، ولا يعرف شيئاً من كتب الدين التعليمية إلا ”الدرجة“ المطلوبة..!

لهيئة كبار العلماء مكانتُها واحترامها. إلا أن محيط اشتغالها محصورٌ في إيضاح المواقف ”الفقهية“ التي تخصّ ”المُكلَّفين“. والمُكلَّفون يتعبّدون على مذهبٍ اقتنعوا به. ولهذه القناعة احترامها، مثلما للقناعات الأخرى احترامُها أيضاً. السعوديون ليسوا كلهم حنابلة. هناك الظاهرية، والشيعة الإمامية، والشيعة الإسماعيلية، عدا المذاهب السنية الكريمة الأخرى: الشافعية والمالكية والحنفية.

ولا جدوى من أيّ ”حوار“ يفترض فيه صاحبه أنه صاحب ”الحق“ ابتداءً. في الواقع لا يمكن أن يوصَف ذلك ب ”الحوار“ أصلاً. إنه خطابٌ في اتجاهٍ واحد، فكيف يكون حواراً..؟!

والذي لا يفهمه كثيرون؛ هو أن تعبير ”عقلاء الشيعة“ مستفِزٌّ للشيعة أصلاً. ولا أعرف شيعياً واحداً عاقلاً يُريحه الانضمام إلى قائمة ”عقلاء الشيعة“. اختيار مجموعة من الناس ووصفهم ب ”العُقلاء“ ووضعهم في واجهةٍ ما؛ تحوّلهم إلى مسوخ بين جاليّتهم.. ببساطة يسقطون في أعين أهلهم..!

أتعرفون لماذا..؟

لأنه لا مشكلة بين ”الشيعة“ و”السنة“ في بلادنا. المشكلة التي تتفاقم وتتعاظم ونخجل من مناقشتها هي سوء فهم ”المواطنة“. المواطنة الطبيعية لا تفرض عليك أن تكون حنبلياً أو جعفرياً أو ظاهرياً أو إسماعيلياً..!

إذا نجحنا في الوصول إلى هذا الفهم الطبيعي؛ فإننا لن نضطر إلى التحاور مع ”عقلاء“، بل سوف نوفّر جهودنا في حماية الوطن من ”المجانين“، أيّاً كان مذهبهم..!

أضف تعليقاً