أ . عالية فريد >> حديث الشهر


تطلعات مشروعة في يوم الوطن

25 سبتمبر 2016 - أ . عالية فريد

في الوقت الذي استشعر فيه سلامة وطني وأمنه واستقراره يحق لي أن أفخر بأني مواطن، عندما يوصف وطني برمز السلام والتضامن لتقدمه في العمل الإنساني والإغاثة ومساعدة المحتاجين يحق لي أن أفخر بأني مواطن، عندما يجسد وطني قيم التسامح بالتعايش السلمي والأمن الإجتماعي يحق لي أن أفخر بأني مواطن،

الناشطة الحقوقية عالية آل فريد

وفي الوقت الذي يمضي فيه وطني قدما بمكافحة الإرهاب والقضاء على خلاياه بهمة رجال الأمن البواسل وحماية الأجهزة الأمنية للمواطنين يحق لي أن أفخر بأني مواطن، عندما يتصدى وطني لمنع التحريض وخطاب الكراهية وحماية الأمن الفكري يجعلني افخر بأني مواطن، وفي الوقت الذي نرسم فيه صورة مشرفة لخدمة الحجيج وضيوف الرحمن ينبري فيها الصغير والكبير لتقديم العون والمساعدة الإنسانية لكافة اطياف البشر بتعدد أجناسهم والوالنهم ومذاهبهم يحق لي أن افخر بأني مواطن، وفي الوقت الذي تعصف بنا رياح النزعات التعصبية القبلية والطائفية المذهبية وتثارضعائن الحقد والكراهية ويشتد فيها العزم والحزم للتصدى للتحريض ووأد الفتن حفاظا على وحدة الصف والكلمة يحق لي أن أفخر بأني مواطن، عندما ارى اهتمام الدولة بالمعاقين ورعاية ذوي الإحتياجات الخاصة وتمكينهم من حقوقهم يحق لي أن أفخر بأني مواطن، عندما ارى التطوير في الأنظمة القضائية والإدارية والتشريعات الوطنية يحق لي أن أفخر بأني مواطن، وفي الوقت الذي ينهض فيه وطني برؤى وخطط استراتجية طموحة تعكس آثرها علينا وعلى مستقبل أجيالنا كأفراد وجماعات تجعلني أفخر بأني مواطن.

تمر علينا مناسبة اليوم الوطني ”السادس والثمانين“ لتذكرنا بإنجازاتنا ومكتسباتناعلى مدار مسيرة كاملة حافلة بالنمو والإزدهار والتقدم.

وللمحافظة عليها بات علينا اليوم وفي هذه المرحلة التاريخية أهمية النظر في الأولويات الوطنية فلا يكفي أن نتأمل عظيم تلك المنجزات والعطاءات فقط بقدر ما تدعونا إليه هذه الفترة الحساسة والحرجة إلى مناقشة ومعالجة مشاكلنا، مايهمنا اليوم هوالإلتفات لأساسيات النهضة الوطنية المتمثلة في الإصلاح، والتنمية، والتغيير، معززين بذلك قيم التسامح ومصرين على ترسيخ مبادئ المواطنة ساعين لخلق تواصلا أفضل بين المجتمع والدولة قائما على الثقة والفهم المتبادل والعمل بحرص على إنجاح المشاريع وخطط التنمية المستدامة.

نحن اليوم بحاجة لمصالحة وطنية تعزز فيها الدولة حضورها وتواجدها في حياة الناس فيلمس من خلالها المواطن شراكته مع المسؤول في بناء الوطن وحمايته والمحافظة عليه يعمل الى جانبه وينصت إلى مطالبه ويستجيب بواقعية لتطلعاته، نحن بحاجة للمصالحة الوطنية التي تثبت الولاء وتقوى الإنتماء للوطن، وتحتضن المواطن بعيدا عن الإحتفاء او الإلتفاف الى اية انتماءات أو مرجعيات أخرى داخلية او خارجية.

وللوصول الى هذه المصالحة لابد من وجود برامج إصلاحية جادة وعملية تهدف لمعالجة مشاكل الناس الأساسية تزيح همومهم وتدفع عنهم المخاطر التي يواجهونها خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها في مختلف مجالاتهم السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية والخدمية، باحترام حقوق الانسان والعدالة الإجتماعية وبسيادة قانون المواطنة الذي يفرض المساواة للرعية في الحقوق والواجبات، بتمتع المواطن بالقوانين التي تحمي حقوقه وتضمن مشاركته في صنع القرار بكل شفافية واضحة ومسؤولة، بإصلاح التعليم والصحة والعمل ومعالجة التضخم والبطالة وارتفاع الأسعار والرقي بالخدمات المتعثرة وضمان السكن للمواطن، إضافة إلى معالجة مختلف الملفات العالقة، في محاربة العنصرية والإقصاء ومناهضة التمييز بكافة أشكاله، وفي العلاقة والتعامل مع المرأة بمنحها الولاية على نفسها كراشدة واحترام حقوقها وصيانتها ليس باقرار التشريعات فقط بل بما تأخذ من حيزها في التنفيذ، وباالعمل على تسوية ملفات الأفراد غير المدانين جنائيا والذين عوقبوا بإجراءات أمنية اتخذتها الدولة نتيجة آرائهم ومواقفهم السياسية لاسيما سجناء الرأي والمثقفين بالإفراج عنهم أو إنهاء محاكماتهم، مالم تعالج هذه الأمور في نظري تجعل اي مشروع واي خطة قاصرة منذ البداية، ثانيا تمكين المجتمع للحوار الجاد بمشاركة جميع القوى الوطنية والتيارات السياسية والإصلاحية وإشراكها في تعزيز المصالحة الوطنية فهي أولى النجاحات الأساسية لتفعيل مفهوم التسامح وبداية الإنطلاقة لتحقيق الأهداف والرؤى التي نتطلع إليها..

نأمل أن تشهد المرحلة القادمة قفزات نوعية وأداءا مختلفا بإرادة صلبة وقرارات شجاعة، حمى الله الوطن وكل عام وأنتم بخير..

أضف تعليقاً