أ . عالية فريد >> حوارات


حوار مع: مكية عبد الله الحمدان

23 يوليو 2001 - أ . عالية فريد

رائدة في العمل الدعوى تحملت الصعوبات الكثيرة من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، شقت طريقها في صفوف النساء وسعت إلى معالجة الكثير من مشاكلهن عن طريق المحاضرات الدينية والتوجيهات التربوية، وإضافة إلى دورها كمعلمة تخدم المجتمع فهي تشرف على لجنة كافل اليتيم التابعة للجمعية الخيرية في منطقتها وبحوزتها أيتام تتولى رعايتهم التقت الوطن بـ مكية عبد الله الحمدان داعية من القطيف وأجرت منعها الحوار.1- ماذا تمثل الدعوة الإسلامية بالنسبة أليك؟ وكيف تؤهل المرآة لهذا الدور؟

الدعوة الإسلامية هي الدعوة إلى الله سبحانه ودعوة للاجتماع في رحابه الواسع، والهج بإسمه الكريم، وهي دعوة للتمسك بحبله المتين الذي من تمسك به سعد في الدنيا والآخرة. وتكمن أهميتها في حياتي حينما أرى الجمع الغفيرة من شتى بقاع الأرض في ضيافة الله في بيته الحرام والجميع يلهج بذكره على اختلاف الألسن الجميع يقول يا لله، هنا يشعر الإنسان بعظمة البارئ ويتمنى أن يكون العالم بأجمع متوجه نحو هذا الاتجاه. وتؤهل المرآة لهذا الدور عن طريق المعرفة والوعي الديني والتفقه في الدين والإلمام بمعارف الإسلام وأحكامه ومناهجه، فهذا يؤهل للقيام بذلك.

2- مأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنسبة لامرأة؟

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضتان وجبتان على الجميع الرجل والمرآة كل حسب استطاعته، والقيام بهما يوجب انتشار الأيمان واتساع رقعه وتعميق جذوره في النفوس، وتعطيل هذين الواجبين يؤدي إلى ضعف العقائد في القلوب والى انهيار قواعد الإيمان لهذا قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان في قوله تعالى في سورة آل عمران (110) (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله.) و المرآة في رسالة الإسلام إنسان قبل أن تكون أنثى، عليها أن تؤدي الواجبات التي فرضها الله عز وجل على العباد.

3- كيف تقيمين مستوى الوعي الديني في المجتمع؟
الوعي الديني في المجتمع يتفاوت من طبقة إلى أخرى، ولكن بشكل عام بدأ يأخذ منحنى أفضل من العشر سنوات الماضية، وذلك لحرص المرآة نفسها على الإطلاع بالمعارف والعلوم الإسلامية وإسماعها للخطابأ و حضور المناسبات الاجتماعية، ودعوة مثيلتها المرآة لصلة الرحم ومساعدة الفقراء ورعاية المحتاجين هذه كلها أمور حث عليها الشارع الإسلامي، فالدين هو الحياة وهو السعادة الحقيقية لامرأة وإذا لم تمتلك ثقافة واعية حول ما يحقق لها سعادة الدنيا و الآخرة، فما شكل هذه الحياة التي ستحياها؟ كما أن الثقافة الدينية سياج يقيها من الوقوع في حبائل الشيطان وشباكه، يجعلها تواجة التحديات المختلفة و تقهر الجهل و التخلف.

4- يقال أن تأثير المرآة أكثر من تأثير الرجل فكيف وجدت تأثيرك كداعية على النساء؟

القطاع النسائي في المجتمع من حيث الكم لا يقل عن عالم الرجال وبلغة الإحصاء فإن أعداد النساء تفوق الرجال بنسبة تصل إلى حد الثلثين في مجتمعات عديدة لاسيما البلاد الإسلامية، ولما كان ذلك فليس من المعقول أن يترك أكثر من النصف أو النصف على أقل التقدير بدون توجيه خاص ومباشر. فالمرآة لحساسيتها المرهفة لفطرتها الرقيقة أكثر تأثيرا على المرآة من الرجل، بالذات في المجالات التوجيهية و الفقهية والتربوية المرتبطة بشؤون المرآة والقضايا المختصة بها، فالرجل كثيرا ما تعيقه الصراحة و الإنفتاح التام مع المرآة، وكذلك المرآة يعيقها الانفتاح على الرجل، وهذا يشكل عقبة في الطريق المعالجة للأمور الخاصة بالمرآة و التي تحتاج إلى معالجة، وبممارسة المرآة دورها كداعية تقضي على الكثير من معوقات النهوض الاجتماعي.

5- من خلال تواجدك المستمر في مجتمع النساء، ما هي أبرز المشاكل المنتشرة التي تعاني منها المرآة؟

وجدت أمراضا كثيرة بحاجة إلى معالجة مثل الإنحراف السلوكي، ألامبالاة بتطبيق بعض القيم الدينية، قلة الوازع الديني، الإهمال في تربية الأبناء وبالذات في فترة البلوغ أي(المراهقة) حيث أن هذا الجيل بحاجة إلى مرونة وتفهم لمتطلباته، وصبر على مايعترضه وتوجيهه بالشكل المناسب في ظل هذا الانفتاح الثقافي الامحدود.

6- كيف يمكن للمرآة أن تمارس دورها على صعيد الأسرة و المجتمع؟

المرآة حينما تمارس دورها الإجتماعي خارج نطاق الأسرة لابد لها من الموازنة على المرآة نفسها سواء على الصعيد النفسي أو الواقعي داخل محيط الأسرة، لذلك فهي بحاجة إلى أن تمتلك الوعي و الحنكة في معالجة هذه الأمور. لذا فهي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتثقيف نفسها وزيادة وعيها، وتثقيف أفراد أسرتها و تكون القدرة الحسنة لتحقيق الغاية الكبرى من تحمل المسؤلية.

7- بكونك ربه أسرة وبحوزتك كفالة أيتام وبجانب ذلك داعية في المجتمع ومعلمة في مدرسة (4سنوات في القويعية- الرياض)، ما هو إنعكاس تربية الأيتام في حياتك وكيف توفقين لأداء هذه الأدوار؟

وجود الأيتام في أسرتي بركة في البيت، فأينما حللنا تحل البركة لوجودهم معنا فأني أشعر بالمساعدة والرضا، وكما قيل أـحسن الناس عيشا من عاش الناس في ظله، وكما يقول رسول الله (ص) (خير بيوتكم بيت يحسن فيه إلى يتيم). أما في بقية أمور الحياة فهي كالتالي:

1- التفاهم مع زوجي الذي طالما شجعني على تحمل المسؤلية، والتقدير السليم والاحترام المتبادل.

2- التحلي بالروح الرياضية، والأخلاق الفاضلة سيما في حال الإختلاف التي تتطلب قدرا من سعه الصدر والتنازل والمرونة.

3- تنظيم الوقت بحيث يتسنى لي القيام بجميع الواجبات وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد.

4- تفهم أفراد أسرتي لهذه المسؤولية ومشاورتهم في مشاكلي، ومشاركتهم فيها كزيارة بعض الفقراء والمحتاجين، وشراء لوازم لبعض الأيتام وزيارة الجيران وصلة الرحم فهذا يشجعهم ويدفعهم.

8- ما هي أهم المشاكل التي تواجهك حاليا؟
مشكلتي الحالية إضطراب حالتي الصحية بسبب تنقلاتي المستمرة والمسافة البعيدة التي أقطعها في كل أسبوع (700 كيلوا متر تقريبا) من والى القويعية والتي استمرت 4 سنوات متواصلة فقدت على أثرها خمسة أجنة، فأتمنى من المسؤولين والمرة الثانية في هذه الجريدة النظر في أمري وتقدير مسؤوليتي.

أضف تعليقاً