استقبل المجتمع السعودي الأمر السامي الكريم بتمكين المرأة من الحصول على رخصة قيادة بالفرحة والغبطة خاصة وأنه راعى الضوابط الشرعية التي تحفظ حقوق المرأة في هذا الشأن.. وتداول آلاف المغردين على تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي القرار بالترحيب والابتهاج مشيرين أن المملكة تعيش في ظل ملك الحزم والعزم اياما تاريخية مشهودة حيث انتصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- للمرأة السعودية وأصدر أمره التاريخي بتمكين المرأة من قيادة السيارة.

ورأى كثير ممن استقبلوا هذا القرار مساء أمس بأنه سيشكل نقلة تاريخية كبرى تماثل إقرار تعليم المرأة الرسمي الذي أقره الملك فيصل رحمه الله في بداية الثمانينيّات الهجرية انتقل بعده التعليم النظامي للمرأة مرحلة جديدة. ومن المتوقع أن يؤثر هذا القرار التاريخي على الجوانب الاقتصادية للأسرة السعودية التي تضطرها الظروف في اغلب الأحيان الى استقدام سائق اجنبي أو صرف جزء كبير من ميزانية الأسرة على توفير وسائل نقل مرتفعة التكلفة على الأسرة محدودة الدخل.

وكان من ايجابيات هذا الأمر السامي أنه منح وقتا كافيا لوضع الضوابط الكفيلة بالحد من أي سلبيات تؤثر على خصوصية المجتمع السعودي أو قد تخلخل قيمه الثابتة، فهذه الضوابط ستراعي خصوصية المرأة كما ستؤكد على المحافظة عليها من أية سلوكيات خاطئة قد تصدر من آخرين .

حق شرعي للمرأة

أيدت الدكتورة ليلى البسام – استاذ في جامعة الأميرة نورة – القرار السامي الإيجابي الذي اعتبرته حقا شرعيا للمرأة طالما كانت تلتزم بالآداب العامة والأنظمة والأخلاق الإسلامية وتمنت بأن هذا القرار قد أصدر قبل وقت طويل لتتمتع بحقها في قيادة مركبتها في سن الشباب.

وتوقعت البسام أن القرار سيقلل العبء المالي على الأسرة السعودية، حيث تتفاوت طبقات المجتمع في قدرتها المالية على توظيف سائق للعائلة ،اذ ان تكلفة السائق تتراوح ما بين 1800-2000 ريال سعودي وهذا الأمر يزيد من المتطلبات المالية على الأسرة، التي قد تكون في غنى عنها أو في احتياجها لتغطية مصروفات أساسية أخرى ، وتواصل ” قيادة المرأة للسيارة ستسهل عليها توفير الوقت لقضاء حاجاتها وحاجات أبنائها عند غياب زوجها أو معيلها.

ورفعت البسام شكرها لمقام خادم الحرمين الشريفين على اتخاذ هذا القرار وأوضحت بأن المرأة السعودية تعتبر قدوة يحتذى بها في الالتزام الشرعي في كافة ميادين الحياة ، وأثبتت ذلك من خلال انخراطها في كافة ميادين الحياة التعليمية والعملية واحتلالها مناصب مرموقة على الصعيد العربي والعالمي .

ليس غريباً على قيادتنا

و تقول الجوهرة الماضي – رئيسة لجنة سيدات الاعمال بالغرفة التجارية والصناعية بتبوك – بداية أتقدم بالشكر والعرفان لمقام والدنا وقائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظة الله – وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وذلك على القرار التاريخي للمرأة السعودية والسماح لها بالقيادة وهذا ليس بغريب من قيادتنا الحكيمة والمنصفة التي اعتدنا منها الاهتمام بكل ما يحقق للمرأة مصالحها ويحفظ لها حقوقها ومنها قيادة السيارة وفق ضوابط تحمي المجتمع والمرأة ذاتها.

وتشير د. نوف الغامدي – مستشارة تنمية اقتصادية وإقليمية – إلى أن القرار بلا أدنى شك قرار تاريخي جاء بناء على احتياج حقيقي لكثير من السيدات اللواتي لديهن ظروف مختلفة لا سيما بعد التوسع في فتح مجالات العمل للمرأة و بعد أن بات للمرأة حضور في شتى الميادين .

انتصار للمرأة السعودية

وقالت بيان زهران – محامية – :في البداية اشكر الله عز وجل على ذلك وارفع اسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان -حفظه الله- على هذه الخطوة المباركة التي تعد انتصاراً للمرأة والاسرة السعودية، موضحة ان هذا الانتصار جاء بعد دراسة كافة الجوانب الشرعية والقانونية والاجتماعية المترتبة عليه وان الشريعة الاسلامية لم تمنع النساء من ممارسة هذا الحق، مضيفة ان الجميع يعلم الأضرار المترتبة على ازدياد عدد السائقين وتركهم مع الأطفال والنساء وما يترتب على ذلك من مخاطر.

قرار تاريخي شجاع

وقالت عاليه فريد – كاتبة وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الانسان في المنطقة الشرقية ” دام عزك يا وطن ” ربي لك الحمد والشكر واخيرا سنودع المعاناة ألف مليون مبروك للمرأة السعودية ، فعلا قرار تاريخي شجاع يجعلنا نعتز اكثر بقيادتنا -حفظها الله- ، اكرر شكري للقيادة التي أنصفت المرأة فأقدمت وتقدمت ولازالت تقدم لتحقق قفزات متميزة ونوعية لتدفع المملكة الى مصاف العالم المتقدم.

تطبيق الأنظمة بشكل صارم

ورفع المحلل السياسي عقل الباهلي تهانيه وشكره لمقام خادم الحرمين الشريفين قائلا ” اننا نزف الشكر للملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بهذا الإنجاز الذي تحقق بفضل الله، وعلينا أن نتحدث الآن عن هذا القرار كمنجز حضاري تحقق ونحن نسير في الطريق الصحيح .

ويرى الباهلي أنه لابد من ترتيبات لهذا القرار مثل الأجهزة التابعة التي تخدم العنصر النسائي وتسهل أمورها بالشكل الذي لا يجعلها معرضة للمضايقات أو أخطار أو شيء من هذا وهذا يتطلب إنشاء أقسام نسائية للمرور والحوادث وبفضل الله نحن في عصر تعالج فيه الأمور تقنياً.

ويعتقد الباهلي بأنه حان الوقت لنعيد النظر في مسألة قانون التحرش حتى يكون الناس على دراية بأن الموضوع ليس قرارا وتعليمات حتى يحترس المسيء لهذه الأشياء ويعي أن هناك قانون حماية .

وختم الباهلي حديثه بأن اليوم وطننا ومجتمعنا بدأ يتجاوز العقبات والدليل فرحة الناس باليوم الوطني والآن فرحة المجتمع بقرار منح المرأة حقها في القيادة مثل زميلها الرجل والقادم سيكون أجمل بإذن الله .

في مصلحة المرأة

وقالت سيدة الأعمال صفاء الغالبي ان القرار تاريخي ويضاف لرصيد القرارات الحكيمة التي تصب في مصلحة المرأة السعودية التي تعيش عصرها الذهبي في ظل القيادة الرشيدة التي تذلل الصعوبات أمام مسيرتها.

ورأت ان الفترة الزمنية المحددة لتنفيذه ستكون كافية لوضع الآليات التي ستجعل من حدوثه امرا مرتبا بشكل كبير خاصة وان القيادة الرشيدة درست الموضوع من مختلف الجوانب.

واقترحت ان يكون عمر المرأة لا يقل عن ثلاثين عاما لتمنح رخصة قيادة.

وتؤيدها الرأي الأستاذة نهى الدخيل والتي وصفت القرار بالاستثنائي وفي وقته المناسب وانه جاء ليحل مشكلة المرأة السعودية من معاناة السائقين وتكلفة أجورهم العالية بالإضافة الى انها ترى انهم خطر يهدد الأطفال من الكثير من المشاكل لذلك هي تقوم بتوصيل ابنائها الأربعة مع السائق وتعود لأخذهم بعد الانصراف.

مضيفة انها كانت طالبة مبتعثة مع زوجها المبتعث وكانت تقود سيارتها مما سهل عليها الكثير من الأعباء وبعد ان عادت للمملكة عاشت معاناة توفير سائق لكنها تقول خلاص والدنا سلمان حقق لنا احلامنا.

وترى الموظفة علا عماد ان توفير السيارة والسائق من اكبر مشكلات المرأة العاملة ولذلك كانت تضيع عليها الكثير من الفرص الوظيفية لبعدها عن مكان سكنها وكلفة المواصلات.

وتضيف اما الآن فسيصبح التنقل بالسيارة سهلا وسيخفف العبء على الزوج.

اما نجود الغامدي فوصفت القرار بالأمنية الجميلة التي تحققت في عهد سلمان الخير واعتبرته بمثابة طوق نجاة لجميع النساء اللواتي يتكبدن مصاريف باهظة ومعاناة لتوفير سيارة بسائق من اجل قضاء احتياجاتها كالذهاب للجامعة والعمل.

اما صديقتها شذي الوزنة فقالت ان هذا القرار اخذ في الاعتبار الا تتعرض المرأة للإزعاج او المضايقات .