أ . عالية فريد >> حديث الشهر


إضاءات في مهرجان الزواج الجماعي – النسائي

29 يوليو 2009 - أ . عالية فريد

1- “باقة حب ووفاء للوطن” قدمتها نساء بلادي ليلة إنعقاد مهرجان الزواج الجماعي النسائي، فلقد إزدانت مدينة – صفوى – بفرحة أهلها وهم يتوجون عروساتها على مسرح الفضيلة الذي جمع بين طياته أسمى معاني الخير والنبل والعمل الطيب، وجسد معه المعنى الحقيقي الذي تربى عليه الناس في التسامح والتعاون والتكافل.

يقام هذا المهرجان لعامه الرابع فينمو ويكبر، ويزدهر بأفكاره وعطاءه ويتجدد في كل عام بحلة بهية تشدوا بروعة التفاني للعمل الجمعي التطوعي المنظم.

يا للروعة فالمشهد الجماعي بسحره يسلب الأذهان والمشاهد يرى أفواج النساء تتوافد للمهرجان وهي في قمة الزهو والسعادة لتضيف للمسرح لوحة فنية جميلة لمايقارب ثمانية آلاف سيدة كلهن إنضوو تحت خيمة واحدة من الألفة والدفئ والحميمية، شعارهن خدمة المهرجان والعمل فيه من أجل بناء المجتمع وحرصا على نهضته وتطويره، وتلاحم مؤسساته الإجتماعية والثقافية والإجتماعية، ذلك لأن يد الله مع الجماعة والمشاركات الجماعية والأعمال الجماعية هي دائما من أفضل وأنجح الأعمال لأي إنجاز إجتماعي، فــتوالت الجهود وجادت الأيدي وهبت شرائح المجتمع النسائي للمشاركة، وجمعت الخيمة تحت ظلها مختلف الطاقات والكفاءات والعناصر النسائية بتنوعها وتعاون مؤسساتها الأهلية مع لجان المهرجان الرئيسية التي بدأت بلجنة الإستقبال ولجنة التشريفات ولجنة الخدمات، ولجنة الطعام، ولجنة المسرح، ولجنة تجهيز العروسات ولجنة الطوارئ كل هذه اللجان تقدم خدماتها ضمن آداء متميز وحركة إنسيابية تبهر أي مشارك وأي ضيف حضر تلك الليلة.

وفعلا تحقق النجاح الكبير للمهرجان، وكان إنجازا رائعا من الصعب أن يتحقق في زمن يصعب فيه التوافق والإجتماع، أو في عالم تسوده النساء «مع إحترامي لكل النساء» ولكنه بحمدالله تحقق فأضيف إلى قائمة الإنجازات لمدينة صفوى وأهلها، ولمس ذلك عامة الناس وأصبح حدثا مميزا على مستوى بقية المهرجانات وعلى مستوى التفاعل الداخلي والخارجي لوسائل الإعلام.

2- نجاح مهرجان الزواج الجماعي النسائي، فيه تأكيد كبير على ثقة المجتمع بدور المرأة، فهي نصف المجتمع وهي شريكة الحياة ورفيقة الدرب جنبا إلى جنب مع الرجل، ولولا قناعة المجتمع ووعي الرجل وإيمانه بهذا الدور لما تحقق هذا العمل وهذا الإنجاز. وهذا يؤكد أن المرأة اليوم لم تعد أسيرة لدورها النمطي والتقليدي المحصور داخل البيت فقط، بل إنفتحت أمامها فرص كبيرة وآفاق واسعة لتصبح عضوا فاعلا في المجتمع. وهذا يدعوني لأن أشيد بكافة الجهود النسائية والبرامج والأنشطة المتعددة ليس في صفوى فقط بل في مختلف المدن والمناطق، وذلك لأن المرأة السعودية اليوم تعيش نهضة متجددة وتعاصر متغيرات واقعية في حياتها عليها أن تستفيد منها جيدا لبناء المستقبل وتحقيق التقدم.

وهذا يدعوني للتساؤل، أما آن الآوان بعد للمرأة في مجتمعنا أن تستقل بذاتها وقراراتها بعيدا عن وصاية الرجل؟ وإذا كنا نمتلك الشخصيات القيادية في ظل إيمان كل إمرأة بدورها في مأسسة العمل المدني ودورها الريادي في عملية التنمية أين هي مواقعهن في إدارة شؤون هذه المؤسسات الدينية والإجتماعية والثقافية، وأعني بذلك مسار الإدارة المستقلة والميزانية المستقلة والقرار المستقل؟

3- إضافة إلى تاريخنا وإرثنا الثقافي والفكري، فقد لعبت الأحداث العالمية المتغيرة دورا كبيرا في حياتنا، وحققت قفزات نوعية على مستوى تطوير شخصية المرأة في بلادنا وفي مناطقنا حتى أصبحت المرأة اليوم تمثل نفسها في العلم والتعليم والعمل والمهنة وفي المؤسسة والشركة وفي الجمعية، وتشارك في كل موقع ومحفل، إيمانا منها بأهمية دورها في عملية التنمية، وإنطلاقا من هذا الدور فإنه يعزز من دور الدولة والجهات المسؤولة في المساندة والدعم بزيادة عدد الجمعيات النسائية وتسهيل إجراءاتها لإحتضان أكبر عدد ممكن من الكفاءات والطاقات وإستيعاب العناصر البشرية.. وأن تدعم مختلف الأنشطة والمشاريع بمنح أراضي أو بمقار تقام عليها مثل هذه المؤسسات إسوة بأي دولة متقدمة.

فلا يخفى على الجميع أن مثل هذه المؤسسات تمنح المجال للمرأة وتفتح لها الطريق للتعبير عن نفسها، وإثبات قدراتها وكفاءتها، وتقدم صورتها بشكل حضاري مشرف.

4- أحني هامتي إجلالا وإكبارا وإحتراما لسواعد المجتمع التي أسست وساهمت وبذلت وأنفقت وأعطت وأدارت وعملت وشاركت في مهرجان الزواج الجماعي، وإلى كل يد قدمت العون لخدمة هذا المجتمع سائلة المولى أن يجعل ذلك في ميزان أعمالها، وكلي أمل وثقة أن المرحلة القادمة في بلادنا ستشهد إهتماما أكبر بمختلف قضايا المرأة، مما يحتم علينا الإستعداد لذلك وأن تهتم المرأة بذاتها من خلال الوعي والعلم والثقافة والعمل والتأهيل والتدريب لسد الثغرات، ومعالجة القصور. فحينها نرتقي بطموحاتنا وتطلعاتنا وعمل مؤسساتنا إلى مصاف المشاركة في العملية التنموية للمجتمع السعودي.

تعليق واحد على “إضاءات في مهرجان الزواج الجماعي – النسائي”

  1. salah Metwally علق:

    the group marriage article is more than convenience and ope that project getting more bigger in future to to be done not only in Saudi Arabia but also in the whole Arab countries .

أضف تعليقاً