مركز إيلاف >> مقالات مختارة

  عمليات إستبدال .. مفصل الركبة

January 18, 2010 - محرر الموقع

عمليات إستبدال .. مفصل الركبة

 

 الأخصائي وليد عبد الرحمن الشدوخي

مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي

 إنتشرت في الآونة الأخيرة وسمعنا كثيراً عن عمليات إستبدال مفصل الركبة التي تطورت مع مرور السنوات حتى أصبحت من العمليات السهلة والناجحة والآمنة بفضل الله.

وتعمل الركبة الصناعية بنفس طريقة الركبة الطبيعية مع إختلاف بسيط جداً في مدى الحركة عند ثني الركبة كاملة عن الركبة الطبيعية .

   ويعتبر إستبدال مفصل الركبة الحل الأمثل والمناسب للذين يعانون من حالة الروماتيزم الشديد في مفصل الركبة بالإضافة إلى عدم استفادتهم واستجابتهم للعلاج الطبيعي والدوائي.

   ولا يعمل هذا النوع من العمليات للذين يعانون من الآم الروماتيزم البسيطة ويكتفي فقط بعمل برنامج علاج طبيعي مع بعض الأدوية التي تصرف من قبل الطبيب .

   ويحتاج المريض قبل العملية لعمل زيارة لأحد أخصائيي العلاج الطبيعي لكي يساعده بشرح أهمية عملية التأهيل وإعطائه بعض التمارين المهمة وتدريبه عليها لتطبيقها بعد العملية مباشرة كتمارين التنفس العميق للمساعدة في طرد السوائل وتأثير المخدر من الرئتين التي تتراكم عادة بعد العملية وتؤخر عملية التأهيل وشرح بعض التعليمات كطريقة المنشي باستخدام العكازين أو المشاية وتحديد مقدار وزن الجسم المحمل على الركبة ، وأيضاً طريقة تمرين وتحريك الركبة الجديدة .

   وتستغرق هذه العملية الجراحية ثلاث ساعات تقريباً ومن ثم يتم تحويل المريض مباشرة لعيادة العلاج الطبيعي  لعمل برنامج تأهيل شامل ومناسب والحقيقة أني لا  أرغب في إعطاء تفصيل أكثر عن هذا البرنامج لأنه لابد من إشراف أخصائي العلاج الطبيعي مباشرة ، ولاختلاف طريقة العملية من جراح لأخر ومن مستشفى لمستشفى ، ولكن تكون أهداف الخطة العلاجية و التأهيلية واحدة ابتداء من تخفيف الألم والتورم في الركبة وعمل التقويات للعضلات والتدريب على المشي ، ويصاحب الركبة بعد العملية بعض الآلام وهي الآم متوقعة وطبيعية ويقوم الطبيب بصرف الدواء المناسب لتخفيف الألم وبمجرد زواله تكون عملية التأهيل والتمارين سهلة وممتعة .

   ونتيجة للآلام الروماتيزمية الشديدة المصاحبة للركبة والتي ربما استمرت عدة أشهر وسنوات قبل العملية يعاني المريض من ضعف في العضلات المحيطة بالركبة ولذلك ترتفع نسبة الخلع في مفصل الركبة في أول ستة إلى ثمانية أسابيع بعد العملية كإحدى المضاعفات المصاحبة للعملية ، ولذلك يتضح هنا السبب الرئيس من أهمية عمل جلسات العلاج الطبيعي بعد العملية تحت إشراف أخصائي علاج طبيعي والالتزام ببرنامج التقوية الخاص بهذا النوع من العمليات الجراحية ، وللحصول على أفضل النتائج من استبدال مفصل الركبة لابد من الالتزام والحرص على متابعة برنامج التأهيل من قبل أخصائي العلاج وتطبيق تعليماته ، ولا أنسى أن أذكر بأن معظم المرضى الذين أجريت لهم عمليات استبدال مفصل الركبة سواء ركبة واحدة أو للركبتين جميعاً قد عادوا لممارسة حياتهم ونشاطاتهم اليومية بكل نشاط وحيوية وبدون ألم بعد توفيق الله ومن ثم بنجاحهم في الالتزام بتطبيق برنامج التأهيل وتعليمات أخصائي العلاج الطبيعي .

 

 المصدر : مجلة العلاج الطبيعي _ العدد الخامس _ ربيع الأول 1430 هـ _فبراير 2009 م .



أضف تعليقاً