مركز إيلاف >> مقالات مختارة

  المؤتمر الأول في الشرق الأوسط لتحليل السلوك التطبيقي 2003

January 9, 2004 - محرر الموقع

أب عاش معاناة طويلة مع طفله الذي بدت عليه عوارض التوحد طيلة أربعة عشر سنة ، صنع من خلالها الكثير من الإنجازات على مستوى نموه وتطوره ، وحقق نجاحات متوالية أكسبته خبرة غنية وتجربة حية فريدة من نوعها في هذا المجال عن طريق بحوثه وإطلاعاته وجولاته المتكررة في أوربا وفي دول الشرق الأوسط وعبرلقاءاته بالباحثين والخبراء والمختصين .
عمل على تحضير رسالة الماجستير في التعليم الخاص في الجامعة الأمريكية ، وحصل على الجائزة العالمية في التحليل السلوكي ، عضوفاعل وعنصرنشط في مجتمعه لايتوانى عن خدمة من إحتاج إليه سواءا في لقاء أو محاضرة أوإستشارة أو عرض تجربة , طوع نفسه باذلا جهده ووقته وماله من أجل الآخرين لاسيما فئة ذوي الإحتياجات الخاصة . ومع أنه موظف – مهندس جلوجيا- في شركة آرامكو – السعودية – إلا أننا نراه اليوم مسؤولا عن رئاسة المؤتمر الأول لتحليل السلوك التطبيقي على مستوى الشرق الأوسط ، والمقام حاليا في البحرين – المنامة – والذي إفتتحته الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة نيابة عن وزير العمل والشؤون الإجتماعية مجيد بن محسن العلوي .
إلتقينا به و سط المؤتمر الذي كان يعج بجمع كبير من الباحثين والمختصين من الدول العربية ودول الخليج وسألناه عن

* ماهية الأهداف الذي تدعولها من خلال إقامة هذا المؤتمر ؟
أعرب عن حاجة مجتمعاتنا الماسة لنقل تقتيات تعليم حديثة غير متوفرة في الشرق الأوسط ، والتي هي بحاجة إلى أن تنتشل الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة وخاصة ( من تبدأ عليهم أعراض التوحد ) من عمر السن المبكر ، فإن ظاهرة التوحد ومعوقات التطور المتعلقة به تصل إلى درجة الوباء في جميع أنحاء العالم ، ومنطقتنا ليست إستثناء من ذلك واليوم هناك واحد على الأقل من كل 160 طفلا في العالم يعانون من التوحد وهذا الإرتفاع الدراماتيكي في حالة التوحد يلقي عبئا عاطفيا وماليا ليس على الأسرة فقط بل على النظام التعليمي أيضا ، فمن الأخبار السارة هي أن التوحد يمكن السيطرة عليه حيث ثبت في العقدين الماضيين إن أعدادا كبيرة من الأطفال في أرجاء العالم تحسنوا تحسنا كبيرا والفضل يعود في ذلك إلى الإكتشاف المبكر القائم على أساس تقنيات تحليل السلوك التطبيقي فهو الوسيلة المعترف بها عالميا للسيطرة على التوحد ولكن في منطقتنا لازال في المهد . فالطفل التوحدي يمكن أن يعود إلى حالته الطبيعية لكن عندما تستخدم معه تقنية تحليل السلوك التطبيقي يمكن أن يعود إلى حالته الطبيعية وهذا يحتاج إلى كوادر مؤهلة وأساتذة ومتخصصين .

• كيف لمست التفاعل في هذا المؤتمر؟
تفاعل الأهالي وأولياء الأمور كان جميلا جدا ، وما ترينه من كفاءات علمية وأكاديمية يبشر بالخير ، كحضور نخبة من الدكاترة والباحثين والمهتمين من دول الخليج ومن الدول العربية ، وهذا بدوره فتح المجال للقاء والتعارف وتبادل التجارب والخبرات .

• ماهو الدافع الذي جعلك تهتم بالإعاقة وخاصة ( التوحد) هل بسبب معاناتك الشخصية ؟ وما هي أهم المشاكل التي لامستها عن قرب وترى أنها تساهم في تطوير خدمات فئة ذوي الإحتياجات الخاصة ؟
المعاناة الشخصية جعلتني أشعر بما يعانيه الآخرين ، ومعاناتي إستمرت طيلة أربعة عشر سنة ولازالت منذ إن كان عمرولدي ثلاث سنوات ، فبفضل عناية الله ورعايتنا له حقق تطورا واضحا وملموسا على مستوى تنمية قدراته ومهاراته بالذات في إدارة الكومبيوتر والموسيقى ونجاحه في الإعتماد على الذات ، وفي الإطلاع على الكتب وتنمية المهارات الحسية .
أما عن أهم المشاكل التي تعاني منها مجتمعاتنا تتلخص في مايلي : 1- ضعف التقنيات الحديثة ، 2- إفتقاد المؤهلات العلمية 3- تقصير الجامعات والمؤسسات التعليمية في تخريج وإرسال بعثات تعليمية متخصصة في هذا المجال .

• بماذا تدعوا الآباء الذين يعيشون المعاناة مع أطفال يحملون عوارض التوحد؟
المسؤولية تقع على أولياء الأمور أولا وأخيرا ، فالقرار الأول بيدهم فهم يمتلكون القدرة على تغيير واقع إبنهم المرتبط بهم والعمل على تطويره ، فالمشكلة ليست جهل بقدر ماهي إهمال وعدم تحمل للمسؤولية ، وأحيانا قد تتصور الأسرة إن إمتلاكها لطفل من هذه الفئة عار وعيب يعرضها للحرج والخجل أمام الآخرين ، أو يكون الوالدين محبطين يائسين من إستمرارية المتابعة والعلاج .

—-
نور القصاب



أضف تعليقاً