مركز إيلاف >> مقالات مختارة

  إصابة الطفل بهذا النوع من التشنجات الحرارية لا تعني إصابته ( بإضطرابات عقلية)

November 1, 2004 - محرر الموقع

التشنج الحراري هو حالة طارئة يكثر حدوثها عن الأطفال في سن 6 أشهر 5 سنوات (5%من الأطفال قد يتعرضون لهذه التشنجات خلال سنين حياتهم الأولى ) وقد تنطوي على مخاطر تهدد حياة الطفل أو مستقبله في بعض الأحيان ، ولكثرة مشاهدة مثل هذه الحالات لابد من التعرض لها بشيء من التفصيل والتبسيط وسوف نركز على الإجراءات العلمية التي يمكن للوالدين أو من يشاهد مثل هذه الحالات أن يقوم بها لإسعاف الطفل.
وهذا النوع من التشنجات هو حركات ارتجاجية مفاجئة لا إرادية ( لا يمكن للمريض التحكم بها ) شاملة أو جزئية تشمل الأطراف كلها أو معظمها أو بعضها أو عضلات الوجه وتدوم لحظات إلى دقائق وتترافق دوما مع ارتفاع في درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية.
والتشنج الحراري شكلان:
الأول وهو : ( الأقل خطورة والأكثر مشاهدة ) ويدعى التشنج الحراري البسيط ويتصف بما يلي :
1. شامل يصيب جميع أو معظم الجسم.
2. يدوم أقل من 15 دقيقة.
3. لا يترك أية آثار أو مشكلات عصبية فيما بعد.
4. غير ناجم عن التهاب في الجملة العصبية المركزية ( التهاب دماغ أو حمى شوكية ).
5. يصيب طفلا طبيعيا تماما لا يعاني من أية مشكلات عصبية سابقة ولا توجد لديه أي قصة عائلية ( صرع أو تشنج حراري).
الثاني : وهو الأسوأ والأقل مشاهدة ويدعى بالتشنج الحراري المعقد ويتصف بما يلي :
يدوم أكثر من 15 دقيقة ،و قد يتكرر عدة مرات بعد حدوث النوبة الأولى أو خلال اليوم الأول من حدوث التشنج.
تشنج جزئي يصيب طرفا واحدا جهة واحدة وكان يصيب أحد الطرفين العلويين أو السفليين أو عضلات الوجه.
هناك قصة عائلية لحدوث صرع أو تشنجات حرارية.
حالة الطفل العصبية قبل التشنج غير طبيعية كأن يكون لديه تخلف عقلي أو مشكلات عصبية سابقة. ولم تعرف آلية حدوث التشنج الحراري بدقة لكن يقال بأن الارتفاع المفاجىء في درجة الحرارة يزيد من حاجة الخلايا الدماغية للطاقة
وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض قدرة الخلايا الدماغية على تحمل الحرارة العالية مما يؤدي إلى إطلاقها تيارات عصبية مفاجئة تفوق قوة التيارات العصبية التي تطلقها خلايا الدماغ في حالتها الطبيعية تماما كما يحدث عندما يلمس الإنسان سلكا كهربائنا يجري فيه تيار عالي التوتر مما يؤدي إلى حدوث اهتزازات في جسمه قد تسقطه أرضا مغشيا عليه أو مصابا بصدمة.
وعن إصابة بعض الأطفال بالتشنج الحراري في حين لا يصاب الآخرون ,يعتقد أن هناك استعدادا وراثيا لمثل هذه الحالات حيث يمكن إثبات وجود حالات من التشنج الحراري أو الصرع لدى الطفل أو أحد أقاربه في 60-70% من الحالات .
أما الحالات التي تؤدي إلى حدوث التشنج الحراري فلها عدة أسباب منها:
الارتفاع المفاجئ بدرجة الحرارة الذي قد ينجم عن بعض الالتهابات مثل الالتهابات الفيروسية للطرق التنفسية_ التهابات الأمعاء التهابات الأذن الوسطى التهاب البلعوم واللوزتين. ويمكن تفادي حدوث التشنج الحراري حيث يجب التفاعل مع ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال المعرضين للتشنج الحراري بكل حذر واهتمام.
ويكافح بشكل فوري وفعال كما سيأتي لاحقا ومن باب أولى أن يطبق هذا الكلام على الأطفال الطبيعيين.
والآن تأتي إلى أهم نقطة في هذا البحث أولا وهي :
كيف نتصرف بحكمة ؟ مع العلم بأنه موقف صعب ومربك لكن الارتباك لا يحل المشكلة بل يفاقمها وقد يؤدي إلى تصرفات لا تحمد عقباها ، عند حدوث التشنج يجب استدعاء أحد ما للمساعدة في الإنعاش وترتيب نقل الطفل على جناح السرعة إلى أقرب مركز طبي ( ويفضل أن يكون مستشفى ) لتوفر الإمكانيات الضرورية فيه وريثما يتم ذلك ( وهذا يجب أن يحدث خلال دقائق ) يجب القيام بالإجراءات التالية :
1. يمنع إعطاء أي شئ عن طريق الفم حتى خافض الحرارة خشية حدوث استنشاق الأطعمة إلى الرئة وحدوث التهاب رئوي أو اختناق.
2. يوضع الطفل على جانبيه الأيمن وينظف الفم بلطف على بقطعة شاش نظيفة من بقايا الطعام والإفرازات.
3. تخلع ثياب الطفل بالكامل كما يزال أي رباط حول العنق.
4. تقاس حرارة الطفل ويعطى خافض حرارة بشكل تحاميل (paracetomol) Tylenol ونحسب الجرعة على الشكل التالي حسب وزن الطفل .
• وزن الطفل 5-10 كلغ يعطى تحميلة 100ملغ.
• وزن الطفل 10-15كلغ يعطى تحملية 200ملغ.
• وزن الطفل أكثر من 20 كلغ يعطى تحميلة 350ملغ.
5. تطبق كمادات ماء فاتر على الجسم بالكامل من الرأس إلى القدم وليس على جزء بسط من الرأس كما يفعل البعض .
6. كما أن استعمال كمادات الكحول قد تؤدي إلى انخافض الحرارة بسرعة وحدوث تشنجات عند الأطفال الصغار كذلك قد تؤدي إلى انخفاض الحرارة بسرعة وحدوث تشنجات عند الأطفال الصغار كذلك قد تؤدي إلى انخفاض في سكر الدم لذلك ينصح دوما باستعمال كمادات الماء الفاتر حيث تبلل منشفة كبيرة بماء عادي وتوضع على مختلف أنحاء الجسم مع تدليك خفيف للجلد لتوسع الأوعية الدموية السطحية للجلد مما يؤدي إلى تبخر الحرارة من الداخل إلى الخارج.
ومن العوامل الأخرى الهامة التي تساعد على انخفاض درجة الحرارة
– الإكثار من تناول السوائل .
– تبريد الجو المحيط بالطفل.
بعد الإجراءات الأولية المذكورة أعلاه يجب مراجعة المستشفى لإجراء الفحص السريري وبعض الفحوص الدموية الضرورية لمعرفة سبب ارتفاع الحرارة وتقيم حالة الطفل العصبية وتقدم العلاج والنصائح الضرورية.
وقد يتساءل البعض هل ينصح بتناول دواء وقائي لمنع التشنجات؟
نقول بأن هناك بعض الاستطبابات التي حددها أطباء الأطفال كما يلي :
– كل طفل أصيب بتشنج حراري ولديه مشكلة عصبية سابقة أو هناك قصة صرع في عائلته.
– أي طفل مصاب بتشنج حراري من النوع المعقد الذي وصفناه في مقدمة البحث .ومن الأسئلة الهامة في هذا الموضوع: ماهو مستقبل طفلنا العصبي وهل سيصاب بأي تخلف عقلي أو اضطراب عصبي ؟.
نقول وبكل تأكيد بأن، الطفل الذي يصاب بالتشنج الحراري البسيط لن يتأثر بأي شكل من الأشكال وسوف ينمو ويتطور فكريا وحركيا بشكل طبيعي لا يختلف عن أي طفل آخر لكن هناك نسبة 2% منهم قد يتعرضون في المستقبل لما يعرف بالتشنج غير الحراري أي الصرع (epilepsy)

—–
الدكتور هيثم القاسم – جريدة الوطن



أضف تعليقاً