مركز إيلاف >> مقالات مختارة

  جوعان حلوى وشبعان فواكة

February 12, 2005 - محرر الموقع

من المشاكل التي يعاني منها الكثير من الأسر المحافظة على عادات غذائية صحيحة ونقلها لأطفالهم، فأغلب الأطفال يتمرد على كل ما هو صحي ومفيد ويسرع نحو الحلوى، جائعا كان أم لم يكن.
لعل الخطأ الكبير الذي يقع فيه الأهل هو التطرف في أي جانب والتصرف السلبي بالإسراف في تقديم الحلوى للطفل أو بمنعها عنه بطريقة تشعره بالحرمان، ولابد من التنبيه على إن الاضرار لن تكون فقط صحية، بل نفسية أيضاً.
حاجة الطفل:
• قبل كل شيء لا بد من فهم حاجة الطفل للحلوى ومدى رغبته واستمتاعه في تناولها لتحديد ما يحتاجه وما لا يحتاجه، وفي نفس الوقت فهم تذمره من تناول ما هو صحي ومفيد كالخضر والفواكة.
• ستجدين طفلك بعد كل وجبة يطلب الحلوى بدلا من إن يطلب قطعة تفاح أو موز، إن قدمت له الفاكهة ستجدينه يعلل رفضه بالشبع، أما الحلوى فهو بالنسبة لها جائع على مدار اليوم!
• الطعم الحلو في الحلويات وما تمده من طاقة للطفل، هما الجاذب الأكبر للطفل، ومن الصعب منعة عنها، وان فعلت فسوف تواجهك سلسلة من التذمر والغضب لن تنتهي.
كما إن عناد طفلك ورفضه لما ستقدمينه له لاحقا سوف يزيد فانت منعته من شيء لتفرضي عليه شيئاً آخر، فالفرض هنا سيقابله العناد وانت بدورك ستواجهين العناد بالتهديد والتأنيب وحرمان الطفل مما يحب، وستدوران معا في حلقة من التوتر لن ترضي ايا منكما، لذا يكون من المجدي إتباع أسلوب التفاهم والتفهم كي لا تغلب كفة الميزان الكفة الأخرى، وحتى تستمر مشاعر السلام والرضا بينكما.
الموازنة:
ضعي في حساباتك أن عليك إن تقترحي لطفلك (أو طفلتك) تقديم كل من الحلوى والفاكهة، ومهما فعلت فمن الصعب جدا إقناع الطفل بمنعه من الحلوى، لذلك اقترحت علينا خبيرة التربية البريطانية ( سو بور كول)، باتباع خطة الخمسة مقابل الواحد (1-5 ) وهي تعني تقديم خمس قطع من الفواكه والخضر في اليوم للطفل مقابل قطعة واحدة من الحلوى، لكن تقديم الفاكهة أو الخضر لا يعني تقديمها طبق كامل ويطلب من الطفل تناوله فهو بالطبع سير فض ذلك، بل تقديمها بأشكال مختلفة مشهية ليقبل الطفل عليها بشهية أو بشيء من الرغبة.
واليك بعض الافكار كأمثلة:
• صحن سلطة فواكة صغير مكون من ( موز، تفاح، عنب، بطبخ و عصير فواكه). وهنا تكونين قد وضعت الخمس قطع في وجبة واحدة شهية.
• شريحة خيار+ كأس من العصير + نصف تفاح + موزة + قطعة جزر: قدميها لطفلك على دفعات، مثلا شريحة الخيار والجزر والعصير مع الطعام تلبها قطع الموز والتفاح.
• خيار مقطع مع اللبن + الحليب المخفوق مع التفاح أو الموز + جيلي مع البرتقال والاجاص + كاسترد الفواكه + شوربة الخضر.
• حاولي قدر الامكان إن تجعلي هذا الروتين مستمرا، وللمثال فعندما تعدين السلطة ناولي طفلك ( أو طفلتك ) قطعة من الخيار أو الجزر وشجعيه على تناولها بأن تقضمي منها قطعة. وكافئيه بعد كل وجبة بأن يختار قطعة حلوى ليتناوله فوائد ما يتناوله بأسلوب مبسط، مثلا:
• للطفل الصغير: اخبريه إن الفواكه ستجعل عظامه تنمو وهكذا ستطول قامته ليستطيع الذهاب إلى المدرسة في العام المقبل!
• الطفل الاكبر: اشرحي له تسوس الأسنان وبشاعة شكلها واضرارها وشجعيه على غسل أسنانه بعد تناوله الحلوى.
العوامل النفسية:
الحرمان قد يدفع الطفل لتصرفات غير لائقة لن ترضيك، وهي لن تكون لسوء خلقه، فأنت واثقة من تربيتك له، بل إنها تعود لأخطاء في بعض الأساليب المتبعة تؤدي به لسلوك غير لائق لكونه طفلا، فمثلا سيحاول تناول حلوى صديقه في المدرسة أو أخذها من دون علمه، وانت بالطبع لن تحبذي ذلك، ولتجنب مثل هذه التوقعات.
تنصحك خبيرة التربية بالتالي:
• اصطحبي طفلك في التسوق الأسبوعي ليختار ما يريده بنفسه، فهو سيشعر بالرضا.
• إن لم تتمكني من ذلك فاسأليه عما يريدك إن تشتريه له واسأليه أيضا عن نوع الحلوى التي يحبها.
• لا مانع من إن يحتوى صندوق طعامه في المدرسة على قطعة صغيرة من الحلوى كي لا يشعر باختلافه عن بقية أصحابه. (مجلة حبايبنا)

—–
لندن: سومر حيدر



أضف تعليقاً