مركز إيلاف >> مقالات مختارة

  بعيداً عن قسوة العقاب ..النصح والمنطق يوجهان سلوك طفلك وينميان شخصيته

December 24, 2005 - محرر الموقع

يتطلب التعامل مع الأطفال قدراً كبيراً من الصبر والليونة والتأني لضبط سلوكهم من خلال التوجيه والنصح والتعامل برفق وحنان إلى جانب إتباع السلوك القويم من غير الأم لكي يقتدي الأطفال دون اللجوء إلى الضرب والتوبيخ وغيرها من الطرق التربوية العقيمة التي أثبتت عدم جدواها. فقد يؤدي هذا المسلك العنيف مع الطفل إلى مساوىء كثيرة تؤثر سلباً على شخصيته وقد يتحول إلى شخص عدواني يمارس الكثير من السلوكيات المنحرفة أحياناً.
تقول سارة أم لطفلين .. دائماً يتشاجران مع بعضهما البعض على اللعب ومشاهدة التلفاز وأحاول أن أصلح بينهما دون جدوى فأضطر أحياناً إلى معاقبتهما بعدم مشاهدة التلفاز ولكني أغلب الأحيان لا أنفذ العقوبة وهذا ما يجعلهم غير مبالين بالعقوبة .
إن حب الطفل والعطف عليه وتوجيهه بشكل سليم يخلق منه طفلاً حياً متسامحاً عطوفاً وفوق كل هذا يجعله متفوقاً في دروسه ناجحاً في التعامل مع الآخرين ليس في المدرسة فحسب بل في كل الأعمال المستقبلية.
توضح الدكتورة سلمى: أن أقصى درجات القسوة في التعامل مع الطفل تجاهله التي تسبب له الألم والعذاب وفقدان الثقة في النفس وضياع الذات وهذا الأسلوب من القسوة ترفضه بعض النظريات التربوية الحديثة، وكذلك اللجوء إلى تحقيره ومهاجمة مشاعره بشكل متكرر مما يؤدي إلى طمس معالم شخصيته ، فالطفل الذي يلقى تحقيراً متواصلاً يظل غير قادر على اتخاذ القرارات الناجحة .
وتشير الدكتورة سلمى إلى إن التشجيع والمديح والحكم على عمله بكلمات ظريفة مثل: أحسنت وممتاز وبارك الله فيك ، فهذا يشعر الطفل بالرضا عن نفسه وعمله ويجعله يشعر بالسعادة والسرور مما يدفعه إلى القيام بأحسن من ذلك فيقدم على مذاكرة دروسه ويتعامل مع الآخرين بثقة واطمئنان وتؤكد الدكتورة سلمى إلى إن قليلا من الاهتمام والتشجيع يعيدان للطفل توازنه النفسي وثقته الشخصية على انه قادر على فعل الكثير من الجوانب الإيجابية والاعتماد على نفسه .. إنها أشياء صغيرة ولكن للأسف لا نعيرها أي التفاته . فهل نعيد النظر في أسلوب تربيتنا لأبنائنا؟ عندها سنحصل على نتائج إيجابية مطمئنة .

—–
أبها – بأنة فردوسي



أضف تعليقاً