مركز إيلاف >> مقالات مختارة

  أهمية الحوار بين الآباء والأبناء

January 17, 2007 - محرر الموقع

لعل غياب الحوار بين أفراد الأسرة هو من أحد أسباب خلق المشكلات السلوكية لدى الأطفال لذا نوصي كل أسرة بالاهتمام بهذا الجانب الحيوي في حياة الأبناء ، فلابد عندها أن نشير إلى أهم مقومات الحوار بين الآباء والأبناء وأهمها ما يلي ..
1. من أجل أن تقوم العلاقة بين الآباء والأبناء على أساس سليم من خلق ثقافة الحوار فيما بينهم نحتاج لدعامتين أساسيتين وهما..
• الأولى.. أن تقوم العلاقة بين الزوجين على مبدأ المشاركة بينهما فيما يتعلق بشؤون البيت والأولاد
• .الثانية.. حرص كلا الزوجين على عدم تقديم النقد المباشر لبعضهما أمام الأبناء والمشاكل الخاصة بهما ، فإذا نجح الوالدان في تقديم نموذج يحتذى به أمام أبنائهم يقوم على أساس الحوار البناء والتفاهم السليم فسوف ننجح في خلق جو أسري مع أبنائنا مليء بالحوار وليس غائباً عنه.
وينصح الوالدين من أجل خلق حوار مع الأبناء ، لابد من تخصيص وقت خاص لهم حتى يكون لدى الأبناء فرصة في التوا صل ، ويدعوالأب والأم للمبادرة في الحديث ولاينتظروامن الابن أن يسبقهم تشجيعا للتواصل معه .
داعيا في المقابل الآباء أن لا ينزعجوا كثيراً من كثرة أسئلة الأبناء وفضولهم أو حشر أنفسهم فيما بينهم حتى ولو كان حديثا خاص ، أو أن يقوموا بتوبيخهم على ذلك الفعل ولكن بأسلوب مهذب يمكن توجيههم لكيفية التعامل في مثل هذه المواقف ، وذلك كي لايتسرب الخوف إلى نفوسهم ويكفوا عن التواصل فيما بعد.
وأضاف قائلا نحتاج نحن كآباء أبنائنا لمشاركتنا في بعض المشكلات التي تواجهنا في الحياة ، وأن نتحاور معهم عنها ونفضفض لهم ، وهذا يشعرنا كوالدين بالراحة ويشعر أبنائنا بقيمتهم لدينا وما أكثر همومنا ولا أقصد الهموم التي تنغص عليهم حياتهم وإنما هناك هموم خفيفة مثلا السيارة خربانة أو الشوارع زحمة أو الجو حار اليوم فأتعبني ، أو كان لدي تصرف خاطيء مع شخص وأنا منزعج من ذلك أو تلقيت كلام غير معقول من صديق، وليس عيباً أن آخذ رأي أبنائي في اختيار بعض إحتياجات المنزل ما هو نوع الخضروات أو الفواكه التي يفضلونها ؟ أو لون غرفة النوم أو السيراميك أو أين نذهب هذا اليوم أو ما شابه ذلك ، ولنشرك أبنائنا معنا وهذا سوف يشجعهم على التواصل معنا بما يخصهم هم أيضاً كاإمور المدرسة أو الأصدقاء أو المشكلات التي تعتريهم فسوف يتواصلوا معنا على ذلك المنوال إلى وقت المراهقة والبلوغ ولن تكن هناك فجوة بيننا وبينهم كما يحصل لكثير من الأسر اليوم أنهم يشتكون من الفجوة التي بينهم وبين أبنائهم وقد يكون راجع`g; لغياب الحوار في الفترة السابقة.
ويؤكد على شيء جداً مهم وهو تخصيص بعض الوقت للعب مع ألأبناء ، ومن خلال اللعب تلقائياً سيحفزهم ذلك على الحوار معنا ولا نتعذر لهم بالظروف الاجتماعية فالأولاد علينا أن نضعهم في مقدمة الأولويات.
وينصح الآباء والأمهات بأن لا يتعذروا ببعد المسافة والانشغال بالعمل ، فحاول أن تخصص ولو الوقت اليسير وأنا أقصد من يعمل طوال اليوم بعضهم لا يرى أولاده ، أو بعيد عن سكن الأسرة ولا يحضر إلا نهاية الأسبوع أو مسافر أو ماشابه فالاتصال بالأبناء ضروري لقيمة سماع الصوت ولا تكتفي بالرسائل فقط أوربما إستخدام الماسنجر خصوصاً مع وجود الصوت و الصورة بحيث يطمئن الطفل ، وأن لا ينسوا تذكير أبنائهم والتواصل معهم في المناسبات التي تهم الأبناء كالأعياد الإسلامية وأعياد ميلادهم والمناسبات السعيدة.
وأخيرا : نحن نعلم أن الكثير من الآباء والأمهات لديهم مشاغل البيت والعمل والعلاقات الاجتماعية أو الظروف التي قد تأخذ منهم الوقت الكثير وتبعدهم عن أبنائهم ، ولكن قصة ما قبل النوم تعوض بعض الشيء فلا تهملوها فهي تخلق الحوار فيما بينكم وبين أبنائكم لاسيما الصغار ولو من باب التعويض عما يفقده الطفل بالنهار.
وأسأل الله أن يوفقني وإياكم وجميع الأسر بالتوفيق والنجاح مع أبنائهم والإهتمام بفلذات اكبادهم وخلق جو حواري يقوم على أساس المحبة والتفاهم والدفء العاطفي إنه سميع مجيب
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين

—–
أحمد حسن آل سعيد



أضف تعليقاً