أ . عالية فريد >> حوارات معها


عالية فريد: العقلية الذكورية والنظرة الدونية للمرأة عقبة تطور 2/2

20 أكتوبر 2005 - محرر الموقع

في الحلقة الثانية والاخيرة من اللقاء مع الناشطة والحقوقية السعودية عالية ال فريد، تشير الى أن المسؤولية الاولى لمحاربة الارهاب تقع على الأسرة فهي المدرسة الأولى للانسان التي ينبغي عليها تربية الابناء على التسامح واحترام اراء الاخرين، وان العمليات الارهابية اساءت كثيرا للاسلام والمسلمين. كما تتحدث عن تجربتها بالمشاركة في الحوار الوطني وعن تطلعات المرأة السعودية والمكتسبات التي حصلت عليها والمعوقات التي تقف عثرة في انطلاقها في ظل سيطرة العقلية الذكورية داخل المجتمع السعودي.وكذلك حول مشاركة المراة في الانتخابات والعمل السياسي والبطالة المنتشرة بين السعوديات، مؤكدة ان العملية الانتخابية في المملكة خطوة رائدة في طريق الاصلاح السياسي. كما اشارت إلى دور سيدات الاعمال الناشطات وعدم وجود اجندة فعالة لاعمالهن التي تغلب عليه الفردية والعشوائية رغم جهودهن المميزة.

الاسرة والارهاب

• ما دور الاسرة السعودية في حماية الابناء من الفكر المنحرف المتشدد؟

– بلا شك إن الاسرة تلعب دورا كبيرا في عملية التنشئة وحماية الابناء من الافكار الضالة والغريبة. فالاسرة هي اول وسط تربوي يعيش فيه الانسان وهي بالتالي التي تبني شخصية الانسان وتعزز سلوكه. وكما تزرع تحصد. وكم هو مؤلم إن نرى شابا مستهترا بكل مبادئ الدين وقيم المجتمع وبالعادات والتقاليد الحسنة. وكم هو مؤلم أن نرى شابا في عمر الزهور ينخرط في مجموعة ضالة ويلحق بنفسه وبمجتمه ووطنه الضرر. إن دور الاسرة كبير في اصلاح الفرد وتحصينه وحمايته من الانحرافات المختلفة. فالابناء عبارة عن عجائن طرية يمكن للاسرة تشكيلها حسب الرغبة.

والشاب يصبح صالحا لانه نال قسطا كبيرا من اهتمام الاسرة والرعاية والتعليم الصحيح, والمنحرف هو نتاج ضياع وتقصير من الأسرة وقع فريسة في شبك الفكر المنحرف.

من هنا ضرورة تأكيد اهمية غرس المبادئ الدينية الحية الممزوجة بالحب والتسامح والاحترام للذات ولقيم وآراء الغير وتقديم النموذج والقدوة الحسنة في الاسرة عبر الاب والام وافراد الاسرة، ومن خلال العلاقة المبنية على الصراحة والوضوح والتقدير والانفتاح الفكري، وبدون فرض ووصايا.

• هل اثرت الاعمال الارهابية على نمط حياة المواطن السعودي اليومية وخاصة المراة؟

– لم يطرأ أي تغير في الحياة اليومية للمواطن السعودي رغم ان المجتمع السعودي اصيب بحال من الصدمة جراء ما حدث وتكرر حدوثه في مناطق متعددة من المملكة. في اعتقادي إن ما حدث ساهم في رفع مستوى الوعي الامني للكثير من المواطنين عبر ما ينشر في وسائل الاعلام ودفع البعض من المثقفين والاكاديمين ومن ورجال الدين إلى إعادة النظر في الكثير من الافكار.

الحوار الوطني

• كيف تنظرين للقاءات الحوار الوطني؟

-أشيد بجهود مركز الملك عبد العزيز لتشيد صرح هذا الحوار وإستمراريته وإن شاء الله نجني منه الثمار الطيبة لخدمة هذا الوطن الغالي في تحقيق آمال وأماني مواطنيه، وإن المبادرة بمناقشة قضايا المرأة والشباب والحوار مع الاخر وغيرها لجهد رائع يشكر عليه القائمين والمسؤولين.

• كنت احدى المشاركات في الحوار الوطني الرابع ما اهم المطالب التي طرحتيها في ذلك اللقاء؟

– طالبت بضرورة تمتين أواصرار الوحدة الوطنية وترسيخ قيم التسامح وقيم الإسلام والوسطية المنهجية والحد من التمييز والرفض لبعض المذاهب الدينية والفكرية في المجتمع، مع ضرورة تغيير المناهج الدراسية التي تدعو للتميز والكراهية، و ضرورة تأهيل بعض المعلمين في المدارس، وخاصة مدرسي المواد الدينية الذين يحملون افكارا متشددة ومتطرفة ويسعون إلى غرس أفكارهم وقناعاتهم لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية.

من هنا ضرورة الحرص على اختيار المعلم ومشاركة الطلاب في العملية التعليمية، وعدم معاقبة الطلاب لمجرد طرح أفكارهم أو التعبير عن رأيهم، وعدم إقصاء أي فئة اجتماعية. ان مناقشة مشاكل الشباب السعودي في المجتمع من الأمور المهمة التي يتطلبها الوضع الحالي من أجل إصلاح أوضاعهم مما يعود على الوطن بالخير والمنفعة.

المرأة السعودية

• ماهو واقع المرأة السعودية؟

-المرأة السعودية اليوم واعية متعلمة ومتطلعة تختلف عما كانت عليه بالأمس لذلك سعت بجهودها ومطالبهاالحثيثة لدى الجهات المسؤولة والتي تضافرت مع ما تتطلع إليه قيادة هذا البلد من رؤى حكيمة تصب لمصلحة هذا الوطن. وكانت نتيجتها المكتسبات التي وصلت لها المرأة العاملة اليوم.

• ماذا ينقص المراة السعودية لتنطلق؟

– المجتمع لايمكنه أن يحلق بجناح واحد بل لابد من تغيير العقلية الذكورية تجاه المرأة و نظرته الفوقية إليها ، خصوصا أنها تحقق الكثير من الإنجازات والمكتسبات في كل النواحي وفي مختلف الأصعدة والمجالات في الحياة الإجتماعية والثقافية والإقتصادية وفي المراكز والمعاهد والمؤسسات. لقد لمست ذلك كثيرا عن قرب من خلال بعض جولاتي المتعددة في مدن المملكة والتي كشفت لي الكثير من الفعاليات والأنشطة الرائدة والمتميزة التي أبدعت فيها المرأة كثيرا.

ولكن من يقدر؟ وأين هو دور الإعلام في تسليط الضوء على هذه الإنجازات والتجارب الرائدة والعملاقة للمرأة السعودية؟

نحن بحاجة إلى إيجاد صيغة جديدة نغير بها نظرتنا تجاه المرأة و أن نعكس صورة الإسلام الحضاري في التعامل معها، فبدونها لايبنى مجتمع ولا تنهض أمة فهي شريكة للرجل وشقيقة له في كل شيء ولايمكن الإستغناء عن أحدهما.

الانتخابات والسياسة

• اين تقف المراة السعودية من العملية الانتخابية في السعودية؟

-العملية الانتخابية في المملكة خطوة رائدة ومهمة في طريق الاصلاح السياسي, وان مشاركة المواطن في الانتخابات واجب وطني للمشاركة في صنع القرار المرتبط بالشأن العام. وهذا سيؤهله مستقبلا للمساهمة في صنع القرارات الاهم. وآمل في مشاركة المراة بفعالية لتعزيز دورها في المشاركة الانتخابية والسياسية, التي تعد حق من حقوقها, فالمرأة السعودية مؤهلة للمشاركة والمساهمة في تطوير المجال الخدماتي. كما آمل في أن تنال نصيبا افضل من الاصلاحات القادمة والمشاركة الفعالة. وهذا ما اكد عليه سمو ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز.

• هل للمرأة السعودية القدرة على المشاركة بالعمل السياسي؟

– أرى المرأة السعودية مؤهلة لأن تشارك في العمل السياسي وبالذات لأنها أبدعت في مجالات عدة، وهي تتولى المناصب والمسؤوليات الإدراية في بعض القطاعات حيث سنحت لها فرصة الدخول فيها على مستوى التعليم وإدارة الأعمال والمشاريع الإجتماعية، وذلك يخولها لأن تمنح المزيد من الفرص. وبالنسبة إلى سيدات الأعمال إن دورهم إيجابي وكبير وهناك كثيرات منهن يمتلكن الطموح والتطلع لخوض هذا الغمار، وكذلك سيدات المجتمع الرائدات في العمل الثقافي والإجتماعي.

قطاع سيدات الاعمال

وتشير ال فريد الى «مشاركة المرأة في تجربة الانتخابات» قائلة ان هناك 5-6 نساء رشحن أنفسهن رغم أنه لم يسمح لهن بالترشيح أو الإنتخاب، ويسعدني الآن القرار الذي أحرزته المرأة السعودية لترشيح نفسها في الغرفة التجارية في مدينة جدة. كما أتمنى الخطوة نفسها في الغرفة التجارية على مستوى مناطق المملكة. فقطاع سيدات الأعمال كبير وفي توسع مستمر ومشاكل العمل كثيرة والمرأة قادرة على إيصال صوت المرأة ومشاكلها إلى مركز القرار أكثر من الرجل.

والأهم في حال ترشيح المرأة في الغرفة التجارية يجب أن تمنح الصلاحيات وتزال من أمامها العقبات كي لا تكون مجرد لجنة إستشارية لاتقدم أو تؤخر بمعنى – مكانك راوح – كما أتمنى من مختلف السيدات السعوديات بمختلف مواقعهن كسيدات أعمال أوسيدات مجتمع أو عاملات في مجال العمل التطوعي الثقافي والإجتماعي أن يعملن كتشكيل جماعي في العمل الجمعي والمؤسسي المنظم وتوحيد جهودهن كافة في تشكيل هيئات أو نقابات أومؤسسات. وذلك كي يستطعن تشكيل الضغط على اصحاب القرار وقبل كل شيئ الوعي بحقوقهن الخاصة والعامة التي كفلتها الشريعة الإسلامية و إمتلاك الثقافة الحقوقية التي ضمن لهم الحماية عند التعرض لأي إنتهاك.

السعوديات والعمل

• مع صدور القرار الأخير بالسماح للمراة بالعمل في العديد من القطاعات هل يمكنها الإفادة منه للدخول في مختلف الأعمال والمجالات؟

– ضمن إحترام الثوابت يمكن المرأة السعودية العمل في مختلف المجالات التجارية والصناعية ولايمكن عزلها عنها لأنها من أساسيات التنمية والتقدم الحضاري. فالفتاة السعودية قادرة على المشاركة في هذه الحقول فهي ليست عاجزة عن ذلك وليست قاصرة عن مثيلاتها من النساء في دول العالم.

ان نسبة البطالة بين النساء ما زالت كبيرة لاسيما من حملة التخصصات التي لاتناسب سوق العمل «حسب الإحصائية الأخيرة». وان النساء بحاجة إلى التدريب والتأهيل والإعداد, واني اقترح على أصحاب المؤسسات الكبرى والشركات إلتزام الصبر والتريث ليروا كيف تبدع المرأة السعودية في التدريب وفي إدارة المصانع وفي الإنتاج الحرفي وفي العقار والمقاولات…الخ. ثم إن العالم يمر بمتغيرات سريعة و السعودية على مشارف الإنضمام للتجارة العالمية والمجتمع بحاجة لمواكبة هذه التطورات والتغيرات والتفاعل معها.

وفي النهاية تتساءل عالية ال فريد: «لماذا يبقى مجتمعنا متخلفا عن كل هذه التطورات والتغيرات؟».

—-

إيلاف – « علي ال غراش من الدمام »

أضف تعليقاً